تضم محلية بليل بولاية جنوب دارفور التى تبعد 18 كلم من حاضرة الولاية نيالا أكبر معسكر للنازحين بدارفور معسكر(كلمة) و به 81 ألف نازح ، فضلاً عن وجود معسكرات دريج و السريف و عطاش ،و تعد المحلية ذات خصوصية نسبة لاحتوائها هذه المعسكرات ، حيث شهدت المحلية عودة طوعية خلال هذا الشهر ل 2081 نازحاً الى قراهم الأصلية بعد غياب دام لأكثر من ست سنوات . و قال معتمد محلية بليل محمد حامد خميس ان المحلية شهدت عملية عودة طوعية بصورة كبيرة انطلقت بدايتها فى 11 يوليو الحالي حيث عادت خمسون أسرة الى منطقة حجر أصم فى الجزء الشمالي لمحلية على بعد 28 كلم طريق الفاشر – نيالا وتقدم الخيرون من دولة قطر بدعم بلغ 18 ألف جنيه ل 121 نازحاً ، إلاّ ان المنطقة اندثرت مؤسساتها بفعل الحرب لا سيما المدارس و انعدمت بها مصادر المياه ، بيد ان العائدين أجبروا أنفسهم بالبقاء و اخذ المياه من الوديان و الخيران حرصاً على الاستفادة من فصل الخريف . و أبان خميس ان من خلال زيارتهم لتفقد أحوال النازحين بمناطق العودة برفقة القطريين الخيرين تعهدوا باعمار منطقة حجر اصم بتوفير كل مقومات الحياة لهم من تعليم و صحة و مياه و غذاء ، و أرسلوا لهم المشمعات لتقيهم من المطر ،و قامت المحلية بإرسال مناديب لتوزيع الدخن و المواد الغذائية ، حيث بلغ عد العائدين أكثر من 500 أسرة ،و عقب ذلك تم توزيع 15 بقرة حلوب و عشرة كارو و اثنين طاحونة لقرية(قلدي) جنوب شرق المحلية ، الأمر الذى شجع المجموعات السكانية بمعسكري كلمة و عطاش الى مناطقهم حيث عاد 1460 نازحاً لمنطقة (تموري) بالقرب من منطقة ابو عضام، و اضاف ان المنطقة هى الاخري تعاني من مشكلة فى المياه ، لافتاً الى ان أيادي المسلمين وعدت بحفر بئرين لحل مشكلة ملياه. و كشف خميس عن عودة جديدة لسكان قرية (كوكوجا) شرق الملحية معظمهم من معسكر كلمة سنتر واحد ، كما تبنت منظمة (هل من أحد) إعمار قري شانجي و قامت بمسح 910 قطعة توزع للنازحين مساحة القطعة 500 متر ، كما أشار الى وجود مراكز تدريب مهني و نسوي مقدمة من وزارة التعاون القطري برعاية وزارة الرعاية الاجتماعية فى مناطق نكرو والريل و مدينة بليل ، بجانب وعود من (الفيفا) لإنشاء استاد بليل . و أكد خميس ان خطته المستقبلية ترتكز على استكمال اجراءات العودة الطوعية للنازحين فى معسكرات كلمة و دريج و عطاش بالرجوع الى قراهم ليس بالإكراه و القوة و انما بناء على رغبتهم و توفير الخدمات الأساسية لهم . أما مجال التعليم يعد المحور هدفاً استراتيجياً لهم خاصة ان المحلية ومكتظة بالنازحين و ان الامية و الجهل سبب رئيس فى مشاكل دارفور ، منوهاً الى ان محليته توجد بها خمس مدارس ثانوية ، ثلاثة للبنات واثنين للأولاد الى جانب 37 مدرس ة أساس ، موضحاً ان اكبر المشاكل التعليمية التى تواجه المحلية نقص المعلمين و إجلاس التلاميذ ، بجانب ان المدارس تعاني فى فصل الخريف من المواد المحلية غير الثابتة ، فضلاً عن بيئة العمل غير الجاذبة و كثير من المدارس تعل بالمتعاونين .كل هذه العوامل انعكست سلباً على نسة نجاح التلاميذ التى بلغت هذا علام 60% بينما نجد بعض المدارس نسبتها عالية و اخري منخفضة جدا بحيث بلغت 7.7% و فى الجانب الصحي أشار خميس الى نقص المحلية من الكوادر الصحية ،و هى بحاجة الى الاطباء ولا يوجد لديهم طبيب عمومي حتى ، بينما تم تشييد مبني من وزارة الطاقة و التعدين نريد ترفيعه الى مركز تأمين صحي يتم فيه استيعاب الشرائح الضعيفة والفقيرة و تم الحصول على 1000بطاقة تأمينية من ديوان الزكاة لهذا الغرض ، و اشار الى ان الموسم الزراعي مبشر و ان الخريف انتظم فى كل انحاء المحلية، حيث تمت زراعة مساحات واسعة ويرجع ذلك الى العودة والاستقرار الذى شهدته المحلية ، متوقعاً انتاجاً كبيراً من المحاصيل بنهاية الموسم ،و مؤكداً سعيه لفتح الاسواق التى اغلقت فى الفترة السابقة بسبب الحرب التى تعد دماً حقيقياً للمحلية بمواردها و إيراداتها ، لا سيما أسواق الريل ، و مرلا،و أبو عضام ، منوهاً الى ان خطة فتحها تكمن فى عودة اهل تلك المناطق ، مبيناً ان لجنة أمن المحلية اجتمعت و وضعت خطة تأمنية محكمة حماية القري العودة الطوعية بقوات الشرطة وفتح مراكز شرطية فى مناطق العودة الطوعية و كشف خميس عن قيام المؤتمر الزراعي والرعوي لمعالجة مشاكل المزارعين و الرعاة ، لافتاً الى ان المحلية بها غابات كثيفة و مناطق خصبة تصلح للزراعة و بها غابات تصلح لرعي ، مما يؤدي الى احتكاكات بينهما نريد ان نجعل من هذا المؤتمر الالفة و الأخوّة و إحياء العرف بين الطرفين و تتم فيه دعوة كل الجهات المعنية ، مشايخ الأَبالة و مفوض الرحل و اللجنة العليا للمراحيل و المسارات ، الى جانب اتحاد المزارعين و لجان أمن المحليات والإدارات الاهلية لمناطق كافة للخروج بقرارات تعمل على تخفيض حدة التوتر و الصراعات و الاحتكاكات بين الرعاة و المزارعين ، مشيراً الى وجود تنسيق تام بين محليته و محليات الجوار ، حيث تم عقد مؤتمر التعايش السلمي بمحليات الجوار 16 يونيو عالج كثيرا من القضايا بالمتعلقة بأمن المحليات و الرحل ووضع حدود الرحل و الزارعين ، مع الالتزام بتطبيق مقررات الصلح . نقلا عن التيار 18/7/2010