قال الرئيس السوداني المشير البشير أن حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور والتي يقودها الدكتور إبراهيم لم تعد تملك خيارات اذ أن كل ما بات مطروحاً أمامها الآن هو أما الاستسلام أو مواجهة الصحراء القاحلة المترامية الأطراف، وأضاف البشير في لقاء الجمعة باتحاد المحامين السودانيين بالقصر الجمهوري منتصف الأسبوع الماضي أن الجيش السوداني استطاع أن يحسم قوات خليل عسكرياً وان أزمة دارفور شارفت على نهاياتها . ويشر الرئيس – بوصفه القائد الأعلى للجيش السوداني وبخلفيته العسكرية المعروفة – إلى أن المنطقة التي التجأت إليها قوات خليل منطقة قاحلة وصعبة وهي منطقة المالحة، والتي لم تجد ملجأً غيرها، بما جعل الحركة بلا خيارات. والواقع أن متابعات (سودان سفاري) في أرجاء إقليم دارفور أظهرت بالفعل التراجع وغير المسبوق لحركة الدكتور خليل، فبخلاف عمليات الانسلاخات، وترك القادة الميدانيين لمواقعهم وشعور بعضهم بالإحباط جراء فقدان مقر الانطلاق. ووجود قائد الحركة في طرابلس، بعيداً جداً عن الميدان، فان الجيش السوداني وباعتباره جيشاً نظامياً محترفاً استطاع القيام بعمليات تمشيط ناجحة لقطاعات جيش الحركة المتناثرة بلا تنظيم، ويقول خبير عسكري هاتفته (سفاري) أن جيش الحركة جري تدريبه على حرب العصابات، والتي تقوم كما هو معروف على توجيه ضربات مفاجئة، ثم الانسحاب بسرعة والتخفي، وحتى في هذا المضمار فان جيش الحركة لم يتلق التدريبات الكافية، بكل جرعاتها وتكتيكاتها، والأدهى وأمر أن الجنود الذين يعتمد عليهم خليل هم اغلب الأحوال من الصبية الصغار دون الثامنة عشرة والذين يتم إغراؤهم عادة بالمال بعد انتزاعهم عنوة من معسكرات النزوح ولهذا فان جيش بهذه الصفات المتواضعة حتى ولو امتلك أسلحة حديثة لن يكون بوسعه مواجهة جيش نظامي مدرب لديه إلمام كامل بكافة صنوف القتال وأرض القتال وجغرافيا المنطقة. ولعل هذا ما عناه الرئيس حين قال في ذات اللقاء المشار إليه ((عندما تأكد لهم أن الأوضاع تمضي نحو الأفضل وان الوضع آمن جهزوا قوات العدل والمساواة وأعطوها الإمكانات ودفعوا بها إلى الداخل))، وهذا الحديث فيه إشارة إلى أن الحركة تلقت دعماً عسكرياً معتبراً ، ولكنها – رغم هذا الدعم – خسرت معركتها ولم تعد تملك خيارات. ومن المهم هنا أن نشير إلى أن المعارك الأخيرة التي خاضتها الحركة فقدت فيها الكثير من مقاتليها حيث تجاوز الرقم (300) قتيل، هذا بخلاف الجرحى والأسري، والمفقودين. وبحسب مصادر مطلعة في الإقليم فان الروح المعنوية لما تبقي من قوات خليل بلغتالحضيض، كما أن (من تبقي) من القادة الميدانيين لم تعد لديهم رغبة في القتال وقد صرح بعضهم بذلك صراحة. وهكذا، يمكن القول أن حركة د. خليل تمضي لولوج متحف التاريخ، بعد أن اتخذت من التعنت، والإرهاب والاستقواء بالخارج منهجاً لها وإستراتيجية عمياء لم تستطع الفكاك منها!