في السياسة الأميركية اعتدنا المغالطات وأسلوب المواربة والانحياز والتضليل والتقليل من شأن أي قضية عربية، وكان ولايزال العنوان الدائم والأبرز لهذه السياسة، هو إسرائيل ومطامعها حتى عندما تحاول واشنطن إبداء جدية ما على شاكلة إصرارها سابقاً على عقد مؤتمر مدريد الشهير، بدليل أن هذا المؤتمر صار خلف ظهرها ولم تعد معطياته موجودة في الأجندة الأميركية، عندما يتحدث الأميركيون عن السلام، ويتحركون دبلوماسياً تحت عناوين مطاطة لحل الصراع العربي الإسرائيلي. هذه الحال لم تتغير منذ أن ورثت الولاياتالمتحدة الاستعمارين الفرنسي والانكليزي للمنطقة العربية في النصف الثاني من القرن الماضي.. والولاياتالمتحدة منذ ذلك التاريخ تناصب قضايانا العداء ولكن بشكل ملطف ومغلف بالدبلوماسية وذلك كرمى لعيون إسرائيل. ومنذ ذلك الوقت والمشروع الأميركي للمنطقة إسرائيلي الهوى والرؤية، ومقاربته لقضايانا لا تحيد عن الرغبات الإسرائيلية والمشروع الصهيوني، وتوجيهات اللوبي اليهودي، وعلى هذا الأساس سيظل أي حديث عن جهد أميركي على طريق إحياء عملية السلام غير صادق حتى يثبت العكس، وهذا العكس لم نلمس أي مؤشرات دالة عليه بعد عام على خطاب الرئيس أوباما في القاهرة، وانقلاب هذا الرئيس 180 درجة عن ادعاءاته في الخطاب بتحقيق السلام في المنطقة على أساس العدل، عندما قابل نتنياهو مؤخراً وأكد له تطابق وجهات النظر في كل ما تريده إسرائيل. هل كان هذا الموقف الأميركي تمهيداً لانتخابات الكونغرس النصفية المقررة في 2 تشرين الثاني؟.. هل خضع أوباما لإيباك وتعليمات اللوبي الصهيوني؟.. هل نسف أوباما كل ما تعهد به حول العدالة والقانون وإصلاح ما خربه سلفه بوش في ثماني سنوات؟. ما يؤسف له حقاً، أن الولاياتالمتحدة القوة الأعظم التي يقع على كاهلها حماية السلم العالمي والالتزام بمبادئ الأممالمتحدة وقراراتها، لم تع حتى الآن أن إسرائيل ستظل عبئاً عليها ومحرضاً دائماً لشعوب العالم ضد السياسة الأميركية عندما تؤكد عن سابق إصرار وتصميم أن إسرائيل ستظل مستثناة من أبسط قواعد القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان وبالتالي قرارات الشرعية الدولية. المصدر: تشرين السورية 26/7/2010