في كل مرة تثبت لنا المعارضة أنها متقلبة المزاج، وتخلو من الحس الوطني، وعاجزة عن الدفاع عن القضايا القومية، التي تمس الهوية والسيادة.. وفي كل مرة ايضاً تبرهن لنا أحزاب المعارضة، أنها مازالت تحلم انها قادرة أن تثير عرض المؤتمر الوطني، وتضعف حكومته، السؤال هنا ما هدف المعارضة من وضع شروط لاجتماعها مع الحكومة في امر معهم يخص الوطن والمهددات المحدقة به؟ لكن المعارضة كدأبها لن تغير في اسلوبها التي اعتادت عليه – المراوغة وكسب الوقت - توقعاً لوقوع لأي حدث يضر بالوطن وسيادته. المعارضة التي مازالت تئن من جراحات الاحداث، وأهمها صدمة الانتخابات الاخيرة، فهي التي راهنت على لغائها او تأجيلها، او تعطيلها، واخيرا قاطعتها واطلقت فريتها الكبرى، بأنها غير نزيهة، وشابتها الكثير من عمليات التلاعب والتزوير.. بالرغم من أن مراقبيها ينتشرون بكثافة في كل مواقع الاقتراع.. ولم تقتنع المعارضة حتى بتقارير المراقبين الدوليين، الذين رأوا بأنفسهم كيف صارت العملية الانتخابية، وأقروا جميعاً بأنها انتخابات فريدة في نوعها، وذات سبق في العالمين العربي والاسلامي ودول العالم الثالث جميعاً. المعارضة تعرف اكثر من غيرها أن البلاد مستهدفة من قبل القوى الاستعمارية العالمية، وأن حصاراً جائراً مفروضاً عليها، نظراً لانطلاق المارد السوداني واحتلاله الصدارة في سباق التنمية والتطور الحضاري الافريقي.. والمعارضة بالرغم من أنها ترى بأم عينها سلسلة الانجازات التي امتدت الى كل بقعة من بقاع السودان، وشملت كل الولايات، وخاصة ارض الجنوب التي عانت من الحرمان من كل الحكومات السابقة.. لكن المعارضة تعجز عن قولة الحق للانجازات التي تمت في فترة العقدين السابقين، وأبعد من ذلك تدعي احزاب المعارضة أنها وطنية، ولم تلوث بالدم المستورد، الذي يحمل امراض وجراثيم صناعة المعامل الاجنبية، فالذي ينظر لافعالها ومواقفها، يشكو أن ماءص سودانية صافية تجري في عروقها. ووسط هذه الانجازات غير المسبوقة من الحكومة والمشاريع التنموية والنهضة العمرانية، تأتي دعاوي المعارضة المفروضة لتصب في خانة الرجوع للوراء، وتأتي ايضاً بمحاولات يائسة لعرقلة مسيرة التنمية في البلاد.. فالمعارضة سعت وحاولت استغلال شريك الحكم لبث الفرقة والشتات بين حزبي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، شريكي اتفاق نيفاشان وحدث ما حدث من مكايدات سياسية.. بل هي المعارضة ولا احد ينكر ذلك أنها بمساندتها لحزب الحركة اعطت دفعه قوية لمؤيدي الانفصال للمناداة به والترويج له.. وبالرغم أن المعارضة تعلم تماماً مخاطر وتداعيات انفصال الجنوب، بحكم أن احزاب المعارضة امتهنت السياسة عدة عقود، وتعرف الاعيبها ولها في ذلك ارث لا يستهان به. الحكومة ممثلة في حزب المؤتمر الوطني صاحب الاغلبية والاحزاب الاخرى المكونة للحكومة، تسعى للحفاظ على وحدة البلاد، وتعمل وفق برنامج انتخابي مدروس لتحقيق الوفاق الوطني.. وفي هذا الصدد لزاماً على المعارضة أن تشارك في عملية الوفاق الوطني، لكن افكار المعارضة تذهب بعيداً وترفض أن تصافح يد الحكومة، وتعتقد أن ذلك سيقويها ويطيل من عمرها، لذلك فالمعارضة متقلبة المزاج فكلما اتجه حزب المؤتمر الوطني منها خطوة باعدت هي عنه خطوات، ووقفت على بعد مسافة كبيرة. عموماً نقول إن الحكومة الآن اختطت طريق البناء والتعمير، ونشر التنمية في بقاع السودان، لذلك تدعو الجميع أن يقفوا مع وحدة السودان، ايماناً منها أن في الوحدة قوة، وفي الانفصال ضعف ومخاطر لكن معارضتنا التي تلبس دائماً نظارة سوداء لا ترى الا الوصول الى سدة الحكم، حتى ولو كان على حساب هدم المعبد بما فيه ليضيع السودان وسط اطماع الاجنبي، ويصبح ارضاً محروقة، لكن بالرغم من محاولات المعارضة اليائسة ستستمر المسيرة وسيبقى السودان وطناً عزيزاً مرفوع الراس وسيواصل ابناؤه الخلص بذل الجهد والعطاء، يتقدمهم قائد المسرة المشير البشير الرئيس المنتخب. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة السودانية 28/7/2010م