اختتمت بالقاهرة ورشة العمل بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية التي استمرت لمدة يومين برعاية مصرية من اجل تقريب وجهات النظر بين شريكي السلام و دعم الجهود الجارية الآن في السودان لإجراء استفتاء حق تقرير المصير في جنوب السودان ووضع التصورات الخاصة لما بعد الاستفتاء. وفي تصريح صحفي عقب الجلسة الختامية وصف رئيس مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة د.وليد سيد روح الحوار بأنها كانت إيجابية وشفافة و بناءة تعبر عن روح الوفاق بين الطرفين ، مشيداً في الوقت نفسه بالدور الحيوي الذي لعبته مصر في هذا الحوار وما بذلته من جهود لتقريب وجهات النظر بما يعزز السلام و الاستقرار في البلاد ، وقال ان مصر أمنت على وحدة السودان مع تأكيدها على احترام خيار أهل الجنوب في حال اختيارهم دولة مستقلة. وقال د.وليد أن المباحثات بين الطرفين سادتها روح متفائلة وشعور إيجابي وأن رعاية مصر أضفت بعدا جديدا للشريكين ، معربا عن أمله في أن تكون هذه الرعاية دعما للاستقرار والسلام في السودان بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء المرتقب لحق تقرير المصير لأبناء جنوب السودان في يناير المقبل. وحول ما انتهت إليه الورشة قال د.وليد أنه تم الاتفاق على أن يظل السلام حلاً دائماً في السودان و أن يجرى الاستفتاء في موعده المقرر بحرية و نزاهة و شفافية و أن تكون نتائجه مقبولة ومرضي عنها في الداخل و الخارج بما ينعكس إيجابا على السلام في السودان. وقال رئيس مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة ان الطرفين اتفقا على ضرورة تعزيز التواصل بين الشريكين بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء لأن ذلك يعزز العلاقة بين الشعب السوداني في شماله و جنوبه ، و اتفق الطرفان على مواصلة الحوار عبر ورش أخرى تعقد بالقاهرة عقب عيد الفطر المبارك ، مشيراً إلى أن الرعاية المصرية (تعين على تجاوز الخلافات سريعا ). وشدد رئيس مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة على أن الورشة هي استكمال للحوارات بين شريكي السلام ودعما لجهود اللجان التي بدأت في الداخل ومكملة للجنة حكماء أفريقيا برئاسة ثامبو أمبيكي ، وأوضح أنها عبارة عن ( تفاهمات سياسية ) عبر حوار عميق وصريح و شفاف يمكن ان تبنى عليه تفاصيل القضايا العالقة ، ونوه إلى أن اللقاء لم يدخل في تفاصيل القضايا و لكنه وضع أسسا و تفاهمات تفضي إلى استكمال عملية التفاوض بالنسبة للقضايا التي لم يتم حسمها بعد. وكانت ورشة العمل بين الشريكين قد انطلقت أمس بالقاهرة برعاية مصرية حيث ضم وفد المؤتمر الوطني كل من مساعد الرئيس السوداني نائب رئيس المؤتمر الوطني د. نافع علي نافع ، ووزير الدولة للشئون الإنسانية د.مطرف صديق ، ورئيس مركز الدراسات الإستراتيجية سيد الخطيب ، فيما ضم وفد الحركة الشعبية كل من وزير السلام بحكومة جنوب السودان الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم ووزير التعاون الإقليمي بحكومة جنوب السودان دينق الور ، ونائب والي ولاية جنوب كردفان عبد العزيز آدم الحلو.