أحد المفوضين وعضو مفوضية الاستفتاء قال الأسبوع الماضي أن هناك ضرورة لتأجيل الجدول الزمني للاستفتاء لأسباب إجرائية. وقد قال الرجل ما قال من منطلق مهني بحت لا صلة له بأي ظلال سياسية لأن من المفروغ منه – وبالنظر لطبيعة عمل المفوضية – الا مجال للظلال السياسية فكل أعضاء المفوضية مهنيين متجردين ثم التوافق حولهم بعد التأكد من حيدتهم ونزاهتهم. هذه النقطة مهمة للغاية اذا أردنا سبر غور الأمر واعتبره عرمان (قفز بالزانة). وقد سعت (سودان سفاري) لاستفتاء الأمر وأجرت مهاتفات عدة لاستجلاء طبيعة التصريح نفسه وما يعنيه وإمكانية الاستجابة له وكانت الخلاصة أن المفوض طارق عثمان حين أولي بتصريحه هذا كان في ذهنه الجدولة المحددة لعملية الاستفتاء باعتبارها عملية ممرحلة ومحددة بمراحل وتواريخ زمنية، وكل مرحلة يسبقها عمل وإجراء معين وليس من الكياسة في شيء اختصار المراحل أو خلطها ببعضها بما قد يقود إلى عملية ليست مرضياً عنها أو مشكوكاً في صحتها، والمفوض المذكور لم يقل ما قاله دون دراسة وإدراك لما يقومون به في المفوضية وليس ذنب المفوضية او خطؤها أنها تكونت حديثاً، فهي مسئولة منذ اللحظة التي أدت فيها القسم وشرعت في عملها وحين حدث ذلك فان جدولاً زمنياً محكماً يحكمها لا تستطيع تجاوزه أو أن تحيد عنه فهي مناط بها عمل مصيري خطير للغاية، أكثر صعوبة وتعقيداً من عملية الانتخابات بهذا – وباستصحاب الجداول الزمنية – كان حديث المفوض المعني عن التأجيل الذي وصفه بأنه إجرائي ومقارب للتاريخ المقرر إجراء الاستفتاء فيه وهي مسألة لا مطعن عليها طالما أن المفوضية جهة مستقلة، أدت اليمين على ذلك وتم تفويضها لإجراء الاستفتاء ويمنع القانون التدخل في عملها وقراراتها، ولو كان التدخل في ما تقرره مشروعاً لما كانت هناك حاجة لاختيارها وإيكال الأم لها. وحتى هذا الطب الخاص بالتأجيل صدر عن مفوض ولم يصدر رسمياً من رئيس المفوضية ولا يعني ذلك بالضرورة أن رئيس المفوضية سوف يكذب التصريح أو تقرير المفوضية عدم صحته، ولكن من المؤكد أن المفوضية تبلور لديها هذا الرأي وسوف تقرره عاجلاً أم أجلاً. ولعنا هنا نسأل ذات السؤال الذي لم نفتأ نسأله، وهو لماذا تصر الحركة الشعبية وحدها على إجراء الاستفتاء في الموعد المضروب واعتباره (موعداً مقدساً)؟ وما الذي يكمن وراء هذا الإصرار أو لم ترضي الحركة من قبل وعن طيب خاطر تأجيل الانتخابات لأسباب إجرائية بل تمت تأجيلها لما بعد الاستفتاء؟. ما الفارق بين تأجيل الانتخابات وتأجيل الاستفتاء ؟. وما الضرر الذي سيحيق بالحركة جراء تأجيل إجرائي لأيام أو أسابيع بغرض إحكام السيطرة على عملية مصيرية معقدة لا تحتمل أية أخطاء أو هنات؟