يعتبر ملف أبيي من الملفات الشائكة و العقدة التى ربما تهدد مستقبل العلاقة بين الشمال و الجنوب اذا لم يتم حسمها مبكراً و حتى لاتؤثر على السلام و الاستقرار و امن المنطقة، لابد من إزالة القنابل الموقوتة و التغلب على المصاعب و التحديات حتى لا تتفاقم الأزمة و تظل المشكلة و النزاع بين دينكا نقوك و المسيرية معلقة بدون حل . و يلاحظ ان الجدل تصاعد مجدداً حول مصير قضية أبيي و الاستفتاء الخاص بها و الذى من المفترض لأن يتزامن مع استفتاء حق تقرير المصير لجنوب السودان و حسب ما نصت عليه اتفاقية السلام و برز هناك تساؤل كبير يحتاج اجابة ، هل ستكون ابيي خارج الاستفتاء أم سيتم تأجيله و حسم قضيتها فيما بعد استفتاء الجنوب لعدم اكتمال المقومات المتعلقة بتكوين مفوضية استفتاء ابيي ،اضافة الى عدم الانتهاء من عملية رسم و ترتيب حدود المنطقة. ويقول المراقبون ان اتفاق السلام الموقع بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية فى نيفاشا 2005 نص على وضع خاص للمنطقة وإقامة استفتاء ابيي بالتزامن مع موعد استفتاء المقرر للجنوب العام القادم . و فى هذا السياق ابدي كثيرمن المراقبين مخاوفهم من تأثير البطء فى ترسيم الحدود و التلكوء فى تشكيل المفوضية على اقامة استفتاء ابيي فى موعده المحدد و المتزامن مع استفتاء جنوب السودان. و دعا رئيس مفوضية التقويم و التقدير لاتفاقية السلام ديريك بلمبلي الى الاسراع فى حل مشكلة ابي و تكوين مفوضية الاستفتاء ، مشيراً بأن استفتائي جنوب السودان و أبيي يجب ان يجريا فى وقت واحد ،و فى موعد واحد حسب نص اتفاق نيفاشا . و فى تطور جديد ناشد منبر استفتاء منطقة ابيي شريكي اتفاقية السلام الحركة و الشعبية و المؤتمر الوطني بالإسراع فى تشكيل مفوضية استفتاء ابيي و اجراء الاستفتاء فى التاسع من يناير المقبل بالتزامن مع استفتاء جنوب السودان وأدان شول دينق ألاك رئيس منبر استفتاء أبيي فى تصريحات صحافية تدفق اعداد كبيرة من ابناء قبلية المسيرية على المنطقة مؤخراً ، مؤكداً ان الدينكا لن يقبلوا باستقطاع ابيي من جنوب السودان على حد تعبيره . و التقط المسيرية القفاز و اكدوا أحقيتهم فى المنطقة و طالبوا بالاسراع فى تحديد و رسم الحدود .و فى ذات المنحي يري عبد الرسول النور احد ابناء المسيرية و الحاكم الاسبق لاقليم كردفان فى حديث خاص ل(السوداني) ضرورة رسم و ترتيب الحدود على الارض فى منطقة ابيي و ذلك قبل الاستفتاء و دعا الى توفير مقومات الاستفتاء و مستلزماته و الاسراع تكوين المفوضية لأن لوقت اصبح ضيقاً و لا بد من حسم قضية ابيي . وكان دينق اروق رئيس إدارية منطقة ابيي قد أشار فى مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم مؤخراً الى تأثير النزاع حول المنطقة على الامن والسلم بالاقليم و قال: سنظل نطالب الجهات المختصة بإنشاء المفوضية و قيام استفاء ابيي فى موعده . وقال ان ملف ابيي يجب ان ينتقل لمجلس الامن لأن عدم التنفيذ سيؤثر على الامن الاقليمي ولابد للمجلس ان ينظر فى الامر خاصة و ان الحكومة تنازلت عن سيادتها فى التنفيذ وفقاً لاتفاقية لاهاي ،والتى نصت فى بعض من قراراتها ان الحكومة فى مرحلة التنفيذ لا تتمتع بالحصانة و ان قرار لاهاي ملزم و نهائي . و الى ان يتم تنفيذ ترسيم الحدود و تشكيل مفوضية استفتاء ابيي و تحديد من الذى له حق التصويت . و يري الدكتور ابو قاسم قور فى حديثه للسوداني ضرورة النظر للأبعاد الاجتماعية و الاستراتيجية لمنطقة ابيي و العمل على احتواء التوتر و النزاع و حل المشكلة بصورة جذرية لتحقيق الاستقرار و التعايش السلمي . ويقول المراقبون انه تم تعريف الوضع الخاص بأبيي خلال اتفاق السلام الشامل ،ويمنح هذا الوضع الذى سيستمر الى 2011 سكان أبيي حق المواطنة فى شمال و جنوب السودان ن و ينص بأن يحكم المنطقة مجلس تنفيذي و ما زال سكان ابيي ينتظرون الادلاء بأصواتهم فى ظل هذين الاستفتائين اللذان سيجريان في وقت واحد . و من ابرز احتمالات مستقبل ابيي اذا لم يحدث انفصال بين المشال و الجنوب هو الابقاء على وضع ابيي الخاص فى سودان موحد مع امكانية تغيير شروط هذا الوضع من قبل الرئاسة المشتركة لبلاد ،و يبدو من المعطيات الماثلة ضرورة حسم قضية أبيي بصورة جذرية و تفعيل قرار محكمة لاهاي و الى ان يتم حسم الأمور ستظل مشكلة ابيي ( قنبلة موقوتة) للعلاقة بين الشمال و الجنوب و لابد من حسمها كما قال الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة و يجب الإسراع فى تشكيل مفوضية أبيي و انزال الامر لمواطني الدينكا نقوك و المسيرية لاحتواء المشكلة واطفاء نيران الفتنة و تهدئة الخواطر تجاه المخاوف . نقلا عن السوداني 22/8/2010