تحت عنوان الجنائية ومحاولات تركيع السودان أوردت صحيفة الخليج الاماراتيه بتاريخ 12/8/2010 مقالا مطولا تناول فيه كاتبه, أثر المحكمة الجنائية علي مجريات الاحداث حالياً في السودان ويفتتح لكاتب مقاله بالقول ان سيف المحكمة يظل سيفاً مسلطاً علي السودان حتي اشعار اخر لأن المطلوب من ورائه تحقيق أجندة وطنية كانت أم اقليمية دولية كانت أو أمريكية ويمضي الكاتب ويقول ان المحكمة تحولت الي (وقود سياسي) يتم من خلاله اشعال الخطاب السياسي ولم تحظ المحكمة ولا مدعيها أو كامبو – بحسب المقال- بشهرة قبل تناولها لشأن السوداني واصدار مذكرة توقيف بحق البشير. ويشير المقال الي أنه من طبيعة الاشياء أن تبدأ ضغيرة ثم تكبر الا قضية الجنائية فقد حدث لها العكس تماماً حيث بدأت حدثاً كبيراً داوياً ثم ما لبثت أن قل الاهتمام الوطني والاقليمي والدولي بها. وكرد علي عدم احداث الجنائية لأي أثر داخلي في السودان كما كان بعتقد البعض يشير المقال الي أن الكاريزما الشخصية للرئيس البشير المتغمسة في سودانوية خالصة جعلت من لجنائية مطية لاثبات السيادة والقوة ورفض التدخل في الشئون الداخلية. وفي كل مرة – يقول المقال- تتم فيها اثارة موضوع الجنائية فان الأمر نجدة يتعلق بأحداث سياسية معينة جارية في السودان وبالنسبة لما يجري الان فهو حل أزمة دارفور والاستفتاء علي تقرير مصير الجنوب ويري الكاتب ان المدعي العام للجنائية لويس أوكامبو لم يكن يتوقع أن يلقي قراره بكل هذه الظلال كما أن السودان استطاع أن يمتص الصدمة سريعاً وانتقل الي مربع هجومي حيث أعلن عدم اعترافه الصريح بالمحكمة مستنداً علي عدم توقيعه علي ميثاق روما وعدم مصادقته عليه, كما أنه لاحق لمجلس الامن لاحالة اتهام ضد دولة للمحكمة والدولة ليست عضوا في ميثاق المحكمة. ويري الكاتب أن السودان ومنذ ملاحقة المحكمة له لم يعش في عزلة سياسية قط, بل علي العكس توالت احداثه السياسية الكبيرة لعل أبرزها الاستحقاق الانتخابي في ابريل 2010 وانتقال مفاوضات حل ازمة دارفور الي العاصمة القطرية الدوحة كما أن الرئيس البشير نفسه أحدث اختراقات عديدة ونادره بسفره خارج السودان في زيارات تجاوزت ال(10) مرات وكانت أكثر الزيارات أثراً ووقعا زيارته الاخيرة الي تشاد باعتبار تشاد عضواً موقعاً علي ميثاق المحكمة وقد كسب البشير من خلال زيارته تشاد دعماً افريقياً مقدرا حين شارك في قمة تجمع (س ص) ونال تعاطف القادة الافارقه وحصل علي قرار من الاتحاد الافريقي يرفض التعاون من الجنائية . كما أن البشير لدي زيارته الي تشاد التقي الرئيس الليبي القذافي ثم زار طرابلس لاحقاً وخرج منها بضمانات تمنع عرقلة جهود الحل والتفاوض الجاري في الدوحة اضافة الي خروج المتمرد خليل من هناك. وفي كل يوم يكتسب البشير انجازات تقلل من فرص الجنائية حتي بعد صدور التهمة الاخيرة تهمة الابادة الجماعية!