في ظل الفوضى السياسية التي تحدثها الفئة الموتورة في الحركة الشعبية، يكاد اليأس من العثور على العقلاء يصبح قيدا يخنق الأمل في وحدة البلاد.. أمثال باقان أموم وياسر عرمان يسرحون ويمرحون يبشرونا بسودان مفكك الأوصال ودولة بدون مقومات في الجنوب تحاصرها الحروب الأهلية ومرهونة بالكامل لقائد (ثورة الجماجم) في يوغندا.. عناوين اليوم في الصحف تقول أن لوال دينق وزير النفط والقيادي بالحركة الشعبية قد شن هجوماً عنيفاً على الأصوات الانفصالية داخل الحركة ومحاولات تمهيد الطريق للحرب مع الشمال.. لوال دينق أكد وقوفه مع وحدة السودان.. أيضا شدد بالقول (أنا وحدوي على خطى الزعيم جون قرنق).. ربما الأمر الأكثر ايجابية أن لوال برأ الحركة من تصريحات باقان الانفصالية وقال إن تصريحاته تعبر عن رأيه الشخصي.. الافادات القوية والواضحة نقلتها عنه صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، مما يشير إلى استبعاد أي شبهة في تحوير كلام الرجل أو اخراجه عن سياقه.. من الأصوات النشاز والمتفلتة أصوات بعض الجنوبيين الذين يعيشون بحبوحة في الولاياتالمتحدة ويتأثرون بالأجندة الأمريكية الشريرة.. لوال دينق وجه حديثه مباشرة إليهم قائلاً: "لا تجلسوا هنا وتصدروا الأحكام، من فضلكم لا تفتحوا الأبواب لحرب جديدة" وزاد "هل ستذهبون إلى السودان لتحاربوا إذا نشبت الحرب مرة أخرى، أم ستجلسون هنا في مكيفات الهواء في أمريكا؟.. الخطير في الأمر أن النشاز في الحركة الشعبية طوّر تحركاتهم الهدامة ولم يكتفوا بحرب التصريحات بل اليوم يقومون بتحركات على الأرض.. البرلمان حذر بالأمس من محاولات البعض في الحركة ترحيل بعض الجنوبيين المقيمين بالشمال والمقدر إلى الجنوب لإجراء التصويت لاستفتاء يناير 2011م، وأعتبر البرلمان الأمر خروجا عن نص قانون الاستفتاء المتفق عليه بين الشريكين. إذن لا يتورع هؤلاء حتى لو أدى الأمر إلى خرق قانوني أو دستوري، المهم تنزيل الأفكار الشريرة وتحويلها إلى فعل هدام.. المعروف أنه لا يوجد قانون أو لائحة في قانون الاستفتاء تشير إلى نقل أو إجراء تحويل لأماكن سكن الجنوبيين المقيمين بالشمال إلى الجنوب لكي يصوتوا في الاستفتاء.. لا أحد لديه رغبة في تأجيل الاستفتاء ولا أحد سيعترض على نتيجته وهذا أمر متفق عليه ومفروغ منه.. المطلوب من الحركة الالتزام باستفتاء شفاف ونزيه تتاح فيه الفرصة كاملة ودون ضغوط للمواطن السوداني في الجنوب للادلاء برأيه في الاستفتاء.. لكن ما يقلق أن الاصوات النشاز ترتفع، بل تعمل في وضح النهار على التضييق على الإخوة الجنوبيين والحيلولة دون ممارستهم حقوقهم وحرياتهم التي كفلها لهم قانون الاستفتاء بأن يصوتوا إينما وجدوا في كل ولايات السودان. نخاطب السيد سلفاكير رئيس الحركة ونؤكد قناعتنا بأنه مدرك تماما لحجم المشاكل والأزمات التي تمسك بتلابيب حركته، لكن في مقابل ذلك يفتقد إلى فرقة ماسية تشاركه نفس الادراك.. سلفاكير يحتاج في هذا الظرف السياسي المعقد إلى بوصلة وفرقة ماسية يجاوز بها رعونة وتخرصات البعض. نقلاً عن صحيفة الرائد 30/8/2010م