تجدد الاتهامات ما بين نفي الجيش لمهاجمة حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور، وبين تصريحات الناطق الرسمي باسم الحركة أن الجيش السوداني هاجم قرى واشتبك مع قواتهم يعيد للأذهان تأزم الوضع في دارفور، وبالأخص جبل مرة بعد أن تصدت قوة إدارية من القوات المسلحة لهجوم من قبل مجموعة تحرير السودان، كذلك الجيش أعلن سيطرته على مناطق خريق طويره ودربات التي تقع شمال جبل مرة وهي المنطقة التي تعرضت فيها قوات حفظ السلام الدولية لسطو من قبل مجموعة عبد الواحد نور زهاء ستة أشهر مضت أغتنمت المجموعة خلالها صيدا ثميناً من أسلحة قوات حفظ السلام في تلك المنطقة، الصوارمي خالد سعد المتحدث الرسمي باسم الجيش نفي أي اشتباك بين الجيش وحركة عبد الواحد مفنداً ما ذكره إبراهيم الحلو الناطق الرسمي لجيش تحرير السودان في أن الحكومة هاجمتهم من الساعة الثانية بعد ظهر الخميس في المنطقة المحيطة بقري تبرات ومرل وحشبة بقوات في عربات لاند كروزر وبقوات جوية واستمرار القصف حتى صباح الجمعة وأضاف أن عدد ألقتلي بلغ 54شخصاً وأصيب 172 اغلبهم مدنيون، قائلاً ان هذه المنطقة تخضع لسيطرتنا، وتابع أن عدداً صغيراً من مقاتلي جيش تحرير السودان قتلوا. وقال المتحدث باسم قوة حفظ السلام كريس سيكمانيك ان القوة لديها تقارير عن سقوط نحو 45 قتيلاً في السوق. وأضاف ((قوات الأمن التابعة لنا تلقت تقارير بان مسلحين على ظهور الخيل والجمال دخلوا منطقة السوق وبدءوا يطلقون النار على المدنيين دون تمييز، وأوضح أن القوة أرسلت كتيبة من الجنود الروانديين لموقع الحادث، لكن جيش تحرير السودان لا يسمح لها بالاقتراب. وقال مصدر بالأمم المتحدة أن هناك تقارير تفيد بان معظم الخسائر البشرية من أفراد من قبائل الفور غير العربية ويعيشون في مخيم للاجئين. وأبلغت مصادر بمنظمات اغاثية طلبت عدم الكشف عن أسمائها (لرويترز) بأنها تلقت تقارير عن وقوع هجوم الى الشمال الشرقي من منطقة جبل مرة الشرقية التي يسيطر المتمردون على اغلبها وقال مسئول بمنظمة مساعدات (سمعنا) ان قرية تبرات هوجمت، ولاكن لا أحد يعلم السبب ولا احد يعلم من هاجمها. أحداث الخميس الماضي أعادت للأذهان إنتاج السباق بين الحكومة وحركة عبد الواحد التي خفض صوتها في الفترة الماضية وأصبح هناك تجاوز لها من قبل الحركات المسلحة الأخرى، وبحسب مراقبين فان جيش تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور الذي كان يتحصن بشرق الجبل بعد الاشتباكات الأخيرة التي حدثت بينه والجيش يكون قد فقد أهم موقع استراتيجي له، لا سيما وان تمركز المجموعة في تلك المنطقة يجعلها في منأى من الهجمات المسلحة من قبل الفصائل المتقاتلة في منطقة جبل مرة والمناطق المجاورة لها، وكذلك تكون فقدت الطريق الرئيس دربات الذي يعتبر بالنسبة للحركة وريدها وشريانها التاجي الذي يمدها بالسلاح من خلال الاعتراضات التي تنفذها المجموعات المسلحة من وقت إلى آخر وكذلك تصيد قوات حفظ السلام الدولية. كما في ذلك الطريق وما حدث سابقا. أيضاً تأتي عملية تحرير شرق الجبل في إطار بسط الجيش السوداني سيطرته على مواقع الجبل وإرجاء عمليات تمشيطه في المناطق المجاورة له بعد ان أزعجت هجمات المجموعات المسلحة المواطنين القاطنين في تلك المنطقة وتحديد نقاط الارتكاز الرئيسية لبقية الحركات المسلحة غير أن مجموعة الأزمات الدولية نددت بما وصفته بالهجوم على قري مدنية من قبل الجيس، الأمر الذي نفاه الناطق الرسمي باسمه الصوارمي خالد سعد مشددا على أن طوفاً إدارياً اعترضنه مجموعة مسلحة تتبع لقوات جيش تحرير السودان وتم تبادل لإطلاق النار وبعدها استأنف الطوف الإداري رحلته نحو الجبل. ويعتبر خبراء عسكريون أن حركة تحرير السودان تحاول أن تخلق لنفسها رواجا إعلامياً بعد ان تجاهلت الدولة قواتها العسكرية والسياسية بالمقارنة مع العدل والمساواة. نقلاً عن صحيفة الأخبار 6/9/2010م