حذرت القوات المسلحة السودانية من تنافر سياسي واجتماعي بين الشمال والجنوب سيشكل وقودا للحرب في حال الانفصال، واعتبرت الحركة الشعبية اجتماع نيويورك فرصة للوصول لخارطة طريق للاستفتاء، وهددت بتشكيل تحالف وطني جديد ضد “المؤتمر الوطني" في حال عدم إجراء الاستفتاء، التي بدأت بعثة الأممالمتحدة في الجنوب تدريب الشرطة على مهارات تأمينه . وحذر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة المقدم الصوارمي خالد سعد من التنافر السياسي والاجتماعي والتمايزات الجغرافية الحادة والتفكير في الابتعاد عن الوحدة بالجنوب . ونبه أنها ستكون بمثابة وقود للحرب في الفترة المقبلة حال اختار الجنوبيون الانفصال . وقال إن المشاكل القبلية وانشقاق الحركات تدعو للوحدة وتؤكد أن الجنوب لن يستقر منفصلاً . وتابع “أن الشمال منذ الاستقلال ظل يعمل على إخماد الحروب القبلية ولن تستطيع دولة وليدة القيام بذلك"، مؤكداً أن إجراء الاستفتاء في ظل تلك الظروف يتطلب إبعاد الحركة الشعبية عن كافة صناديق الاقتراع وتسليمها لجهات محايدة مع رقابة مشتركة قوية ونزيهة"، وأضاف أن الجنوب بوضعه الحالي مهيأ لقيام استفتاء حر ونزيه يفضي إلى نتائج حقيقية، إلا أن الحركة الشعبية غير مهيأة وتحتاج لمراجعة الكثير من سياساتها . وقال رئيس مفوضية الاستفتاء، إبراهيم خليل، إنّ السفير عثمان النجومي المرشح لمنصب الأمين العام للمفوضية بدأ مزاولة مهامه، وأضاف أنّ اعتماده أصبح مسألة إجرائية، وتَوَقّع صدور قرار من رئاسة الجمهورية باعتماد النجومي رسمياً في اليومين المقبلين، وأشار إلى أن المفوضية انخرطت في اجتماعات مُكَثّفة تَوطئةً للبداية الفعلية لعملية الاستفتاء . من جهته، اعتبر نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان، اجتماع نيويورك فرصة جديدة لإعادة تركيز الاهتمام الدولي بالسودان، وقال في بيان إنه يجب على المؤتمر الوطني أن يتعامل مع هذا الاجتماع على نحو استراتيجي لا تكتيكي لتقديم خارطة طريق لقيام الاستفتاء وتنفيذ ما تبقى من قضايا الاتفاقية كأبيي والحدود وحل أزمة دارفور والحكم . وطالب عرمان بإنشاء تكتل سياسي اقتصادي جديد بين الدولتين في حَال الانفصال، وقال إن هذا التكتل يجعل من كل دولة سنداً وعضداً للأخرى، ويجنب الدولتين مخاطر التشظي واستهلاك الموارد ضد بعضها البعض . وأضاف أن الحركة لن تكون وحيدة، بل بإمكانها إذا اضطرت وانتهت الفترة الانتقالية من دون تنفيذ الاتفاقية، قيادة تحالف وطني جديد قائم على تحول ديمقراطي كامل وإنجاز استفتاء حر وحل عادل لدارفور . إلى ذلك، أرجأ مجلس التحرير الثوري للحركة الشعبية اجتماعه المتعلق بحسم موقف التنظيم النهائي إزاء قضية الوحدة أو الانفصال والذي كان مقرراً له منتصف الشهر الحالي على أن يعقد في الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل بمدينة جوبا بسبب اجتماعات الشريكين بنيويورك . واعتبر المجلس الاجتماعات فرصة للوصول لخارطة طريق لقيام استفتاء سلس وبناء علاقات جيدة بالإضافة لسلام دائم بين الشمال والجنوب في حالتي الوحدة أو الانفصال . وبدأت بعثة الأممالمتحدة في السودان تدريب شرطة جنوب السودان على مهارات تأمين عملية الاستفتاء . وقال نائب المفتش العام للشرطة غوردون مايكل كور لدى انطلاق التدريب أن هذا التدريب هو الضمان لقيام استفتاء آمن ونزيه، مشيداً بالجهود التي يبذلها المجتمع الدولي في بناء قدرات الشرطة في الجنوب . في سياق آخر، وصل إلى الخرطوم وفد اريتري رفيع المستوى برئاسة مستشار الرئيس الاريتري يماني قبراب ووزير الخارجية عثمان صالح للقاء عدد من المسؤولين لبحث قضايا السلام في السودان وسير تنفيذ اتفاقية السلام وتطورات الأوضاع في دارفور . ولبحث تدعيم العلاقات بين الخرطوم واسمرا ودفع آفاق التعاون المشترك . على صعيد دارفور، أعلن أن الوساطة القطرية أبلغت طرفي محادثات الدوحة لسلام دارفور باستئناف المفاوضات الأحد المقبل لمناقشة القضايا التي لم تحسم في الجولات السابقة توطئة لتوقيع اتفاق نهائي قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل . المصدر: الخليج 15/9/2010