أعلن دي?يد غريسلي الممثل الإقليمي لبعثة الأممالمتحدة بالجنوب، أنّ المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تقدما للأمم المتحدة بطلب لتشكيل لجنة لمراقبة الاستفتاء في يناير المقبل. وقال غريسلي للصحَفيين بجوبا أمس، إن الشريكين طَلبا تَقديم الدعم في المجالات الأمنية واللوجستية، ودعا الى استمرار الجهود الحالية لإجراء الاستفتاء في موعده المحدد. من ناحيته قال بروفيسور إبراهيم خليل رئيس مفوضية الاستفتاء، إنّ السفير عثمان النجومي المرشح لمنصب الأمين العام للمفوضية بدأ مزاولة مهامه بالمفوضية، وأضاف خليل ل «الرأي العام» أمس، أنّ اعتماده أصبح مسألة إجرائية، وتَوَقّع صدور قرار من رئاسة الجمهورية باعتماد النجومي رسمياً في اليومين المقبلين، وأشار خليل إلى أن المفوضية انخرطت في اجتماعات مُكَثّفة تَوطئةً للبداية الفعلية لعملية الاستفتاء. إلى ذلك أكد خليل أن المفوضية ستبدأ أكتوبر المقبل في فتح سِجِلٍ جديدٍ للناخبين، وقال إنّ العملية تقوم على أساس التعداد والمؤهل القانوني للناخب في الاستفتاء. وفي السياق اعتبر ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية اجتماع نيويورك فرصة جديدة لإعادة تركيز الاهتمام الدولي بالسودان، وقال في بيان صحفي أمس، يجب على المؤتمر الوطني أن يتعامل مع هذا الاجتماع على نحو استراتيجي لا تكتيكي لتقديم خارطة طريق لقيام الاستفتاء وتنفيذ ما تبقى من قضايا الاتفاقية كأبيي والحدود وحل أزمة دارفور والحكم، ودعا لضرورة تقديم تصور يجد الدعم الدولي للوصول لسلام دائم في حالتي الوحدة أو الانفصال والوصول لعلاقة نموذجية في الحالتين - بحسب البيان - بجانب الحفاظ على عناصر توحيد السودان مستقبلاً في حَال الإنفصال وتحويل سلبيات الإنفصال السياسية والاقتصادية والأمنية الى منافع، وطالب عرمان بإنشاء تكتل سياسي اقتصادي جديد بين الدولتين في حَال الإنفصال، وقال: هذا التكتل يجعل من كل دولة سنداً وعضداً للدولة الأخرى، ويجنب الدولتين مخاطر التشظي واستهلاك الموارد ضد بعضها البعض. وقال عرمان إن الزمن المتبقي ضيق، وآن الأوان أن نستعيد روح وألق وآمال نيفاشا وإلا فإن التلاعب باتفاقية السلام يستدعي إصطفافاً سياسياً جديداً، وأضاف ان الحركة لن تكون وحيدة، بل بإمكانها إذا اضطرت وانتهت الفترة الانتقالية دون تنفيذ الاتفاقية، قيادة تحالف وطني جديد قائم على تحول ديمقراطي كامل وإجلاء استفتاء حر وحل عادل لدارفور. إلى ذلك بدأت إدارة باراك أوباما الرئيس الأمريكي تحركاً دبلوماسياً متعدد الجبهات حول حوافز تهدف لمنع السودان من عرقلة استفتاء الجنوب، وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»، إنّ الجنرال سكوت غرايشون مبعوث الإدارة الخاص للسودان التقى مسؤولين سودانيين في الشمال والجنوب لوضع جدول زمني للخطوات التي تَستعد الولاياتالمتحدة لاتخاذها بدءاً من الموافقة على بيع معدات ري وزراعة. وقال غرايشون في مقابلةٍ هاتفيةٍ من جوبا، «إنّ الأمر وصل الآن إلى مرحلة تحقيق النجاح أو الفشل وبلغنا نقطة يكون فيها التقدم حسّاساً، وزاد: بدون تقدم ملحوظ في الأيام والأسابيع المقبلة يمكن أن يصير الوضع خطراً». ونقلت «نيويورك تايمز» عن خبراء قولهم إنه ليس هناك حل بسيط لهذه المسألة، وحتى إذا كان هناك حل، فإنّ نفوذ الولاياتالمتحدة محدود للضغط على أيِّ جانب، نظراً لأن إدارة أوباما - المشغولة بأفغانستان والقضايا المحلية - ترفض التدخل مُباشرةً في السودان.