قال منسق حكومة الجنوب لشئون العودة الطوعية في الشمال (كور ماج شول) أن حكومة الجنوب أقرت خطة تقضي بإعادة حوالي (1،5) مليون موان جنوبي إلى الجنوب السوداني قبيل عملية الاستفتاء المزمع إجراؤها مطلع العام 2011. وأشار المسئول الجنوبي(كور) إلى أن الخطة جري رصد مبلغ (20مليون ج سوداني) لتنفيذها منوهاً إلى أنها (عودة طوعية عادية) ولا صلة لها بعملية الاستفتاء. غير أن المسئول لم يكشف لا صراحة ولا ضمناً ما إذا كان العدد المستهدف وهو (1،5) مليون مواطن جنوبي هم من الذين يقيمون في معسكرات النازحين حول العاصمة السودانية وبعض المدن السودانية الكبري في إنحاء السودان أم أن ذلك سوف يشمل كافة المواطنين الجنوبيين في الشمال دون تحديد، كما أن الرجل أيضاً لم يكشف عن ما اذا كانت حكومة الجنوب قد هيأت كافة المعينات هناك في الجنوب لاستيعاب هذا العدد الذي يعتبر ضخماً ويحتاج الى إعداد مسبق من إسكان وخدمات وسبل معيشية لأن من المعروف بداهة أن العودة الطوعية ليست عودة الى المجهول وإنما عودة إلى قرى مهيأة سلفاً لاستقبال العائدين وإيجاد حياة كريمة لهم، كما أنه وسواء صح ان العودة (عادية) وتأتي في سياق العودة الطوعية الاعتيادية أو أن المقصود منها العودة من اجل الاستفتاء فان السؤال هنا يثور حول ما اذا كانت خطة مهولة وباهظة الثمن المادي كهذه سيكتب لها النجاح خاصة اذا علمنا من جانب ثاني أن الحكومة الاتحادية استوعبت كل أبناء الولايات الجنوبية المقيمين في الشمال عموماً في وحدات سكنية وإحياء تتمتع بكافة الخدمات حيث تكثر مسميات أحياء السلام ودار السلام في أرجاء مختلفة من السودان ويقيم فيها مواطني الجنوب بصورة طبيعية تتوفر لهم كافة معينات العيش والحياة، وقد أضافت حكومة ولاية الخرطوم مؤخراً خطة جديدة أعلن عنها واليها د. عبد الرحمن الخضر قبل أيام وتتمثل في تحويل معسكرات النازحين الخاصة بمواطني الجنوب في العاصمة الخرطوم إلى وحدات وإحياء سكنية بذات مستوي الأحياء السكنية القائمة الآن وبها كل الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وامن. من الواضح أن خطة العودة الطوعية التي تورد حكومة الجنوب تنفيذها لم تأت متأخرة فحسب ولكنها أتت بغير تخطيط جاد وعميق ومن المؤكد أيضاً أن مواطني الجنوب الذين عادوا طوعياً في إنفاذ اتفاق السلام قد اصطدموا هناك بانعدام الأمن والخدمات الأساسية فعادوا إدراجهم إلى الشمال في هجرة عكسية وهؤلاء من الصعب أن لم يكن من المستحيل – مهما كان حجم الوعود – أن يغامروا مرة أخرى بالعودة. اذن هناك صعوبات حقيقية تواجه خطة العودة أقلها عدم قناعة المواطن الجنوبي نفسه بالعودة هذا بخلاف استحالة تهيئة الأوضاع للعائدين هناك في الجنوب حيث سبق وأن حذر وزير الشؤون الإنسانية بحكومة الجنوب قبل أسابيع بهذه الاستحالة وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لمعاونة حكومة الجنوب!!