الخرطوم 'القدس العربي' من كمال حسن بخيت: رفض حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان التوجهات العلنية لقيادات الحركة الشعبية الداعمة لخيار الانفصال. وطالب فتحي شيلا أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني في تصريحٍ مكتوب أمس، الحركة الشعبية بأن تعلن بشجاعة إذا ما سلمت بأنها لم تتمكّن من تحقيق دولة علمانية في السودان من خلال الحرب والعمل السياسي الدستوري عبر نتائج الانتخابات، وأن تعلن للشعب السوداني بشجاعة أنها تلجأ لخيار الانفصال. ونبّه الوطني، قيادات الحركة بأنه يجب أن لا يفوت عليها أن الدعوة للانفصال ليست حكراً على الحركة الشعبية، حيث انّ هناك من أقاموا منابر في الشمال على ذات المنهج. وأكّد الوطني، أنّ وحدة السودان تقوم على أساس الإرادة الحُرة لشعبه، وأنّها ستظل الأولوية للطرفين وفقاً لما نصت عليه اتفاقية السلام، التي قال إنها تقتضي أن يعمل الطرفان لاستدامة وحدة السودان، واعتبر أن ما تريده قيادات الحركة بأن يكون خيارهم الوحدة على أُسس علمانية يخالف الاتفاقية التي قامت على جعل خيار الوحدة جاذباً على أساس نظام حكم 'لا مركزي' وعلاقة بين الدين والدولة تعتمد على تطبيق الشريعة الإسلامية في المستوى القومي والشمال وتتيح لولايات الجنوب التشريع بما يناسبها. وأكّد الوطني، أنّ الدعوة للوحدة تمثل مبدأً إضافةً لالتزامه الأخلاقي والوطني باتفاقية نيفاشا، وقال انّ الصيحات البائسة لن تستفزه. وعبّر عن أسف الحزب للجوء الحركة الشعبية الى خيار الانفصال في سلوك سياسي عده بأنه لا يراعي المصالح القريبة والبعيدة للجنوب، فَضْلاً عن مصالح السودان كافة. الى ذلك أكّد غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني مسؤول ملف دارفور، إلتزام الحكومة بإنفاذ الاستفتاء في موعده وحسم الترتيبات التي تليه. وجدد صلاح الدين لدى لقائه أمس، اكينوري وادا السفير الياباني بالخرطوم تأكيد الحكومة للوصول إلى سلام شامل بدارفور خلال العام الجاري. وكان البيت الأبيض اعلن ان الرئيس الأمريكي باراك اوباما سيوجه رسالة قوية خلال اجتماع في الأممالمتحدة خلال الأسبوع الحالي تتعلق بضرورة تنظيم الاستفتاء في جنوب السودان في موعده في كانون الثاني/يناير 2011. وقالت سامنتا بوير، مستشارة الرئيس اوباما، إن الرئيس سيشارك في اجتماع حول السودان وذلك للتركيز على الطابع الحاسم للمرحلة التي ستبدأ في السودان. واضافت إن 'الرئيس سيوجه رسالته الشخصية إلى مختلف الأطراف مع سلسلة ملاحظات كي يقول باية طريقة تمكن من التقدم. على صعيد متصل أعرب وزير الخارجية النرويجي يوهانس غار ستوري عن قلقه مما وصفه بالبطء الشديد في تنظيم استفتاء جنوب السودان، وقال ستوري بعد لقاء مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون في الأممالمتحدة، إن الوقت يداهم موعد التاسع من يناير موعد استحقاق الاستفتاء. واضاف انه يتعين على الشمال والجنوب معاً ان يستعدا لحل كل المسائل بعد الاستفتاء، مشيراً إلى ان العواقب ستتجاوز السودان في حال لم تسر الأمور كما يجب.