بداية أشير الى ان الإعلام الأمريكي و على وجه الخصوص صحافتها يهتم هذه الأيام بالاستفتاء أكثر من الشأن الأمريكي الداخلي او بحروبها المأساوية عليهم و علي غيرهم ! و اذا نظرنا الى صحف يوم واحد (الثلاثاء) بأمريكا على سبيل المثال نجد فيها هذه العناوين: الكنائس تصلي لأجل السودان قبل الاستفتاء على الحرية ..صراعات السودان التهيؤ للمقبل.. أوباما يخاطب الأممالمتحدة بخصوص الاستفتاء..السودان يحتاج الى مساعدة خارجية لأجل الاستفتاء.. أمريكا تحذر من تبعات فشل الاستفتاء..اوباما يضغط لآجل حلول السودان..تخوف دولي من انفجار أوضاع السودان .. السودانيون يتخوفن من اقتراب موعد الاستفتاء .. كلنتون تدفع السودان لانجاز الاستفتاء.. السودان جنوبه وشمال يجب ان لا يهمل ويعزل الأقليات بعد الاستفتاء ,..قلق دولي من تقسيم السودان ..سهام موسي تسأل ماذا تفعل و هى نصف جنوبية ونصف شمالية؟ ..قادة العالم يتخوفون من تقسيم السودان.. هل يصدق احدنا بأن ما تقدم من العناوين هو حصيلة يوم واحد بالصحافة الأمريكية؟ وهى فقط (عينة) و لا تشمل المواضيع المتفرقة الاخري سواء كانت اقتصادية أم دارفورية أم اجتماعية؟ ولنرجع لموضوعنا ونتطرق الى المتوقع من خطاب اوباما الجمعة القادمة بنيويورك بخصوص السودان، و ذلك من خلال إما مساعدي اوباما او بعض المحللين الأمريكان ، ثم نعرج بعد ذلك لتعليقات بعض المواطنين الأمريكان عن هذا الموضوع و التى ظهرت فى بعض زوايا الشبكة العنكبوتية و التى على الرغم من سذاجتها فانها ظريفة و معبرة ! من المتوقع ان تكون مداخلة اوباما يوم الجمعة القادم و ذلك فى اجتماع الاممالمتحدة مضيفه السكرتير العام بان كي مون ،و بحضور سلفاكير و على عثمان و اوباما و الاتحاد الافريقي و البنك الدولي وبعض ممثلي الدول ذات الاهتمام و العلاقة بموضوع ا لاستفتاء ..هذا حسب توقعات المراقبين و على ضوء الافادة الصحفية لمساعد الرئيس الأمريكي لشئون العلاقات متعددة الأطراف (سامنتا باور) سيكون الخطاب او المداخلة فى شكل سلسلة ملاحظات لخاطرة الطريق بشأن الاستفتاء..و من المتوقع ان يتخذ اوباما موقفاً صلباً و واضحاً و سيدعو المجتمع الدولي كي يقف بحزم ليرسل رسالة قوية بخصوص استفتاء السودان.. وأهمها ان الاستفتاء يجب ان يكون فى موعده ،و فى هدوء تام ليعكس بشفافية اختيار الجنوبيين لمستقبلهم ، وسيعمل اوباما على الضغط على السودان لأجل احترام التوقيت و منع اكبر دولة افريقية من اندلاع الحب فيها مرة أخري ..و اوباما سيتبع منهجاً دبلوماسياً ويتخذ خطوة تحظي بالإجماع و الاتفاق الدولي وذلك من خلال الاممالمتحدة. اما تعليقات المواطن الأمريكي و هى كما ذكرت ساذجة وبعضهم لا تهمه قضايا السودان و بعضهم لم يسمعوا به من قبل ..و مع هذا فقد أتت معبرة لحد بعيد وذلك ان تعمقنا فيها و فلسفنا أبعادها ..و قد كانت كالآتي و هى فقط عينة لأن العمود لا يحتمل حصرها : قال احدهم .. يقال ان اوباما سيضغط بقوة! فأي قوة يمتلك هذا الرجل أنه لا شوكة له ليطعن بها، و هو لا يمتلك حقيقة اية قوة و عليه ان يصمت !و قال آخر.. أنت تكذب يا اوباما وكلماتك و تصوراتك اكبر من حجمك ،و اشار مواطن أمريكي قائلاً .. هل يا اوباما كلماتكم القوية التى تشير اليها مستشارك هى مثل عقوباتنا الأمريكية التى لا تنتهي ولا تفيدنا و لا تفيد غيرنا ؟ ويقول مواطن أمريكي آخر.. تقول يا اوباما بأنك تخشي ان ينقسم ذلك البلد ونحن الأمريكان لا نفلح الا فى تمزيق البلاد ودهورة أوضاعها فأنظر ماذا فعلنا بالعالم؟ و يقول مواطن امريكى آخر ..اذا كنت قوياً يا اوباما ويمكنك ان ترسل كلمات تخويف وبقوة لذاك البلد فلماذا لا تكون قوياً وتصلح صواميلنا بالداخل بدلاً من ان تحلج صواميل الغير ؟ نقلا عن أخبار اليوم 23/9/2010