كشفت معلومات حصلت عليها (آخر لحظة) أمس عن أن تحولاً جذرياً وكبيراً قد حدث في مواقف السيد الفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب، ورئيس الحركة الشعبية، تجاه قضية الوحدة. وافادت تقارير مثيرة حصلت عليها الصحيفة من مصادرها الخاصة أن لقاء نخبوياً تم في العاصمة الأمريكيةواشنطن قبيل انعقاد مؤتمر السودان يوم الجمعة الماضي في نيويورك، اكد فيه السيد سلفاكير قناعته التامة بان أبناء الجنوب سيدلون بأصواتهم لصالح الانفصال الذي يعني الاستقلال – على حد تعبيره – ولكنه عبر في ذات الوقت عن أمله في ان يحدث ذلك بطريقة سهلة وآمنة. وانتقد رئيس حكومة الجنوب الدعوة الخاصة بشان تقاسم عائدات النفط بين الشمال والجنوب في حالة الانفصال للحيلولة دون العودة للحرب، وقال أن الشمال ظل يتقاسم (معنا) عائدات نفط جنوب السودان في ذات الوقت الذي ظل يستأثر فيه بعائدات نفط الشمال، مشدداً في المطالبة بالوصول الى اتفاق مرضي للطرفين. وقال السيد سلفاكير أمام مجموعة منتقاة شاركت في لقاء تم داخل احد المراكز المهتمة بشأن السلام بالولاياتالمتحدة ان المفتاح الأساسي لحل مشكلة ابيي يتمثل في (التدخل) القوى الأمريكي في هذا الشأن راهناً مستقبل حل المشكلة بتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية محذراً من مغبة أن تصبح مشكلة (ابيي) مهدداً امنياً بين الشمال والجنوب. وتمسك رئيس الحركة الشعبية رئيس حكومة الجنوب بقيام الاستفتاء في موعده المحدد دون ربطه بأي من القضايا و الموضوعات الأخرى، مشيراً الى أمكانية استمرار التفاوض حول القضايا المعلقة خلال الفترة الانتقالية التي تعقب الاستفتاء وقال أن الاستفتاء يجب أن يقوم في موعده حتى ولو لم يتم ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وناشد البنك الدولي ومؤسسات التمويل الدولية بتسهيل القروض لجنوب السودان حتى يتمكن من بناء مؤسسات الدولة والتأسيس لأنظمة الحكم فيه. وحول مستقبل السودان أعرب السيد سلفاكير عن الحاجة للتأكيد من المجتمع الدولي علي ضرورة الاستقرار والسلام في السودان منوهاً الى أهمية الوصول الى حل عاجل لمشكلة دارفور، مشيراً الى أن الحركة الشعبية ظلت على الدوام تحت شركاءها في الشمال على ضرورة التعاون مع المجتمع الدولي من أجل الوصول الى حل. ورد رئيس الحركة الشعبية على مداخلات وأسئلة طرحها عليه الحضور المشارك في ذلك اللقاء من بينها سؤال حول قضايا ما بعد الاستفتاء بقوله أنه لا يوجد شرط للاستفتاء، وقال أنه يمكن مناقشة القضايا في الوقت الحالي أو مواصلة النقاش حولها الى ما بعد الاستفتاء. ورد على سؤال حول تقييمه للإستراتيجية الجديدة بشأن دارفور بالقول انها ليست بالجديدة مراهناً على فشلها في حل المشكلة لأنها وحسب وجهة نظره مبنية على التكتيك العسكري الذي يهدف إلى تفكيك الحركات المسلحة، وأتهم (حكومة الخرطوم) – حسب وصفه – بعدم السعي الجاد لتحقيق السلام في دارفور. وحول التأخير الذي صحب إعلان مفوضية استفتاء ابيي قال أن المؤتمر الوطني هو المسؤول عن ذلك بسبب رفضه لمن رشحتهم الحركة الشعبية من جميع القبائل الجنوبية لشغل منصب رئيس المفوضية، وسخر في ذات الوقت من شركائه في السلطة قائلاً انه لم يتبق لنا الا أن نرشح لهم (ملاكاً) (Angel) لشغل المنصب. وأفادت متابعات (آخر لحظة) ومصادرها في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن أياً من المسؤولين الأمريكيين الكبار في الإدارة الأمريكية لم يلتقوا بالنائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب وان وفد الحركة الشعبية كان يردد باستمرار على السنة أعضائه ولسان رئيسه بأنهم لن يندهشوا في حال عدم اعتراف المؤتمر الوطني بنتائج الاستفتاء. وقال مراقبون سودانيون واجانب أن هناك تضارباً مكشوفاً في التصريحات بين الفريق سلفاكير وباقان أموم فيما يختص باللقاءات التي تمت خلال الزيارة اذ أعلن الأخير أن رئيس حكومة الجنوب اجري لقاءات مهمة في واشنطن بينما قال الفريق سلفاكير أنه لم يجر أية لقاءات مع مسئولين أمريكيين. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة 30/9/2010م