أكد الخبير في الشؤون السودانية د. هاني رسلان ضرورة بذل الجهود وتعبئة الموارد لتبصير المجتمع بأهمية الحفاظ على وحدة السودان والمخاطر التي ستترتب على عملية انفصال جنوب السودان عن شماله. وقال د. رسلان في الجلسة الافتتاحية لندوة (تقرير المصير.. الحق والواجب) التي نظمها مركز السودان للبحوث والدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع جامعة إفريقيا العالمية ، قال أن الموقف المصري تجاه وحدة السودان راسخ وغير قابل للتغيير مشيراً الى أن دول الإيقاد تشعر بقلق من الانفصال. وأشار د.رسلان إلي إن الإعداد لإجراءات الاستفتاء يتطلب العمل على ضبط مصداقية الاستفتاء ومنع التلاعب بنتيجته والتحسب للمجموعات التي ستفرض رأيها على رأي الشعب السوداني بجانب إشراك الجمهور والإقليم والدولة في عملية الاستفتاء ويكون شاهداً عليها منعاً للاتهامات بأن هناك تآمر منشدا جميع الأطراف للإعلان عن تقديم بعض التنازلات لصالح السودان داخل وعاء واحد يضم أبنائه بعيداً عن الأطراف الخارجية. وقلل د. رسلان من مسألة البترول وقال إنها لا تستحق المخاطر التي تنتج عن الانفصال خاصة وأن البترول يكرر في الشمال ويصدَّر عبره وتدفع رسوم وعوائد ، كما أن الانفصال سيؤدي الى نشوء مطالبات أخرى من مجموعات وقبائل أخرى بالجنوب تكرس لها همها وسيطرتها للإنفصال كما أنها تدعو الى انفضالات أخرى بمتوالية هندسية. وأشار د.رسلان الى أهمية قيادة حملة تعبئة بأهمية الحفاظ على الوحدة التي تمثل الطريق الوحيد للاستقرار والتنمية ، مشيراً الى المخاطر الهائلة للإنفصال على جنوب السودان نفسه ودول الجوار الإفريقي والعرب. وقال إن انفصال جنوب السودان كقنبلة إنشطارية يمثل سابقة خطيرة في القارة الإفريقية وأن دول الجوار الإفريقي تدعو للوحدة وتناشد لصالح الوحدة ، مشيراً الى أنه ما يزال هناك من الوقت لبذل الجهد ، وزاد "على حكومة السودان العمل على فتح خطوط اتصال مع القوى السياسية التي تمثل اللبنة الأساسية لحفظ السودان". ودعا د.رسلان الي احترام نتيجة الانفصال إذا كانت رغبة معبرة عن غالبية أهل جنوب السودان ، والسعي لاستكشاف الصيغ الممكنة وتقديم كل الحوافز الممكنة للحفاظ على الوحدة ومنع التدخلات الخارجية ولمنع المخاطر بمنطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي. وحذر د.رسلان من التعامل مع دعوة الانفصال باستخفاف واستهانة كما حذر من التوقف مع سلوك سياسي معين أو التيارات الانفصالية في شمال وجنوب السودان، وقال ان الإصرار على خطاب ومؤشرات الانفصال التي يتحدث بها البعض لا يستطيع أحد أن يقدم لنا إيجابيات ومخاطر هذا الانفصال. واستعرض د. رسلان واقع السودان السياسي بين مشروع السودان الجديد ومشروع أساسه الحركة الإسلامية وقال إن اتفاقية نيفاشا حققت حلاً وسطاً تاريخياً يبدأ بمسار جديد في السودان يستند على تحول ديمقراطي يسعى من خلاله لحقن الدماء ووقف الحرب الأهلية ، مشيراً الى أن السودان يمثل دولة قارة لو شهدت استقراراً ووحدة لصارت عملاقاً عربياً وإفريقياً قادراً على لعب دوره العربي والإفريقي والإسلامي.