قبل نحو من عام, كان نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل علي محمود حسنين في الخارج وما ان سمع بانعقاد ملتقي جوبا الذي ضم بعض أحزاب الامة بزعامة الصادق المهدي والاصلاح والتجديد بزعامة مبارك الفاضل والمؤتمر الشعبي بزعامة الترابي والشيوعي بزعامة نقد حتي سارع الرجل بطريق دائري بعيداً عن الخرطوم ودون أخذ اذن من حزبه الي السفر الي جوبا حيث ينعقد الملتقي وشارك فيه. غير أن أول معضلة واجهت الرجل هو حين سئل في جوبا عما اذا كان الحزب يمثل الحزب الاتحادي ولم يجد حيال ما كان واضحاً أمامه بعدما صرح زعيم الحزب السيد محمد عثمان الميرغني بأن حسنين غير مفوض من جانب الحزب للمشاركة في ملتقي جوبا سوي أن يقول أنه جاء بصفته الشخصية! وكانت تلك انئذٍ اسطع اشارة الي أن الرجل غير منضبط حزبيا وبدأ يفقد بوصلته السياسية. الان يمارس حسنين أغرب عمل سياسي في التاريخ , فهو يقود معارضة من الخارج ويعمل علي بناء هذه المعارضة في حين أن الامر المضحك هنا هو أن السودان يعيش أزهي مناخ ديمقراطي كانت احدي أكبر تجلياته الانتخابية العامة التي جرت في ابريل 2010 والتي شارك فيها حزب السيد حسنين الاتحادي الاصل ولم يحزر شئياً, والشئ الغريب حقاً هنا هو أن حسنين لم يسمع الي تكوين هذه المعارضة الا بعد أن (سقط) حزبه في الانتخابات واكتشف أن لا وسيلة هذه المرة الي السلطة!!. وهذا معناه بكل بساطة أن الرجل الباحث عن الديمقراطية هو لا يؤمن بها ولا يتحمل نتائجها والقواعد التي تجري علي أساسها فقد وقر في نفسه أن اخفاق حزبه في الانتخابات هو نهاية الدنيا وكفر بالديمقراطية وبدأ بقيادة معارضة من الخارج, وما من شك أن هذه الخطوة أثارت انزعاج قادة الحزب الاتحادي بل وأخجلتهم تماماً للدرجة التي طالبه. فيها قيادي بالغ الشراسة مثل سيد احمد الحسين بأن يتعقل ويعود ليعمل الداخل. وطالب قيادي اخر بمحاسبة حسنين لأن المناخ الديمقراطي مواتي الان بالداخل ولا حاجة لتلطيخ سمعه الحزب بهذه الطريقه بقيادة عمل معارض من لندن. وهكذا فان علي محمود حسنين مع أنه رجل قانون يخالف الان صيرح القوانين السودانية ويقود 8عمل سياسي فيه رائحة أجنبية وهو عمل مشبوه ولا يستبعد أن تكون له صلة استخبارية لأن أي عمل سياسي يتم في الخارج هو بالضرورة عرضة للتمويل الخارجي والدعم الاجنبي. لقد وصلت الامور بالسيد علي محمود حسنين الذي كان أحد أبرز قادة العمل السياسي في الحزب الوطني الاتحادي الذي أسهم في رفع علم السودان علي السارية ليرفرف في سماء بلد مستقل يملك ارادته أن يصل الي هذا القدر من الحضيض ولا يستحي الرجل حين يجهر بدعوه ويطالب الاخرين بالانضمام اليه. لقد كان الدرس البليغ الذي وجده الرجل ولم يتعظ به حتي الان هو أنه لم يجد أدني مساندة من أحد لا من حزبه ولا من بقية قادة الاحزاب والقوي السياسية فقد أدرك الجميع أن حسنين قد شرع في تبديل حسناته الوطنيه الي سئيات!!