خاص: سودان سفاري حتى الآن لم يستطيع الحزب الاتحادي الأصل بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني اتخاذ إجراء – على الأقل مؤسسي وواضح – حيال الخطوات المخالفة لميثاق الحزب، ولقوانين الأحزاب والممارسة الديمقراطية في السودان التي اتخذها نائب رئيس الحزب علي محمود حسنين بإنشاء معارضة خارج القطر تنطلق من عواصم أوروبية بغرض إسقاط النظام القائم في السودان! فالرجل خالف كافة تقاليد الممارسة الديمقراطية والقواعد الحزبية بإنشائه لجبهة خارج البلاد مع أن البلاد تتسع لأي ممارسة حزبية وفقاً للدستور الانتقالي 2005م والقوانين المنظمة للأحزاب، والرجل يشغل منصب نائب رئيس لحزب يدعي أنه حزب الحركة الوطنية. كما أن حسنين يطالب بإسقاط حكومة قاعدة عريضة تشارك فيها إلى جانب الحزب الوطني الحركة الشعبية وبعض القوى السياسية الأخرى بموجب نتيجة الاستحقاق الانتخابي الذي جرى في ابريل 2010م . ولم يحدث في التاريخ السياسي أن طالب ساسة حزبيين يعتنقون الديمقراطية كعقيدة سياسية بإسقاط حكومة منتخبة ديمقراطياً من الخارج! الشيء الطبيعي المقبول هو أن يخوض الحزب المعني الانتخابات ببرنامج ويهزم السلطة القائمة ويزيحها عن السلطة، فأن لم يكن في هذه الدورة ففي الدورة التي تليها وهكذا إلى حين تحقيق الهدف. أما وأن يشرع زعيم حزبي سيفاً ويقول أنه بصدد إزالة سلطة منتخبة ديمقراطياً فهذا بمثابة خطل كان من المتعين أن يتقدم الحزب الذي ينتمي إليه بخطوات ديمقراطية ليضع حداً لهذه المهزلة التي ترتكب باسم الحزب لان قانون الأحزاب الذي على أساسه تسجل الحزب ويمارس نشاطه بموجبه يخطر استخدام العنف في العمل السياسي وما من شك أن توجه حسنين نحو إسقاط الحكومة القائمة بإنشاء جبهة عريضة هو بمثابة استخدام لعنف سياسي غير مبرر من شانه إيذاء الممارسة الديمقراطية وتخريبها. أن حسنين ربما كان غاضباً أو يشعر بغبن دفين جراء فقدان حزبه الأصل لأصالته السياسية بانفضاض جماهيره من حوله وإخفاقه في نيل ثقة القلة القليلة التي تقف معه، ولكن هذا لا يبرر الانطلاق من الخارج للوصول إلى السلطة فالرجل اختزل الممارسة الديمقراطية هنا في أنها الوسيلة للوصول إلى السلطة بأي طريقة ولأي هدف وهذا ليس معني الممارسة الديمقراطية. أن الأصوات المنتمية للحزب التي ارتفعت تنادي بمحاسبة حسنين للأسف الشديد لم تجد إذناً صاغية والأمر يحسب على الحزب ولعله وبنص القانون من الممكن أن يتعرض الحزب لمساءلة من قبل مسجل شئون الأحزاب كون أن نائب رئيس الحزب ينادي بممارسة لا تتفق مع الممارسة ومقتضيات التداول السلمي للسلطة كما أن حسنين. للأسف الشديد – أوقع نفسه وجزء من حزبه في حبائل استخباراتية إذ أن مثل هذه الأعمال والمعارضة التي تنطلق في الخارج هي دون شك عمل له صلة ما بدوائر خارجية شاء حسنين أم أبي!