تحليل سياسي زاد السيد على محمود حسنين طين جبهته العريضة التى تكونت فى لندن بلاًّ ؛ فعلاوة على الميلاد المشوه ،فان حسنين قال فى تصريحات سبقت التكوين انه لا صحة لما قيل أن الجبهة المعرضة العريضة التى يقوم بتكوينها جبهة حزبية ، وقال انها جبهة مكونة من (أشخاص)! و ليس من مؤسسات حزبية! و فى شأن التمويل قال حسنين أنها مأخوذة من تبرعات أشخاص عاديين وصفهم بأنهم وطنيين يهمهم أمر السودان . و ما من شك ان حسنين أهال التراب على الجبهة المعارضة قبل ميلادها، فهذه هى المرة الأولي التى يقول فيها أن أشخاصاً بصدد إنشاء جبهة معارضة عريضة هدفها المعلن رسمياً هو إسقاط حكومة قائمة فى الخرطوم جاءت عن طريق الانتخابات العامة! فتعبير جبهة فى العمل السياسي معناه إلتقاء وتجمع أحزاب و قوي سياسية معينة لتصنع جبهة . ولا شك ان حسنين كسياسي عريق يدرك هذه الحقيقة البسيطة فهو بذلك إما أنه (خائف) و متوجس من إعلان ذلك و الإشارة الي الأحزاب و التنظيمات السياسية المكونة للجبهة لأنه كرجل ذي خلفية قانونية يدرك ان أى حزب سياسي معترف به فى السودان ينضم الى هذه الجبهة المعارضة يفقد شرعيته القانونية علي الفور لأن العمل السياسي الحزبي عمل سلمي يعتمد الوسائل السلمية فى ممارسته السياسية ،و ليس العمل المسلح ، و أى حزب سياسي يتجه الى ممارسة عمل مسلح فى الداخل او الخارج يعرض نفسه للحل و المحاكمة ، هذا من جهة، و من الجهة الثانية فان حسنين متخوف ايضاً من موقف حزبه الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة الميرغني الذى من الصعب عليه ان يؤيد عمل كهذا سبق له و أن نبذه قبل سنوات و التزم بالممارسة السياسية السلمية فى ظل المناخ الديمقراطي المتنامي الآن فى السودان. من جانب آخر ،فان حسنين وقع فى المحظور حين زعم ان تمويل الجبهة مصدره تبرعات واشتراكات أشخاص ! فالرجل يقول ان هدف جبهته هو قيادة معارضة مسلحة لإسقاط النظام المنتخب فى الخرطوم ، ولا ندري كيف يتبرع أشخاص عاديين بمبالغ مهولة تكفي لعملية الإسقاط هذه لمجرد أنهم أشخاص وطنيون تهمهم مصلحة وطنهم ؟ فالرجل لا شك أنه يدرك ان كلفة إسقاط نظام يتملك جيش نظامي و سلطة شرعية كلفة باهظة ، فكيف تسني إقناع ممولين سودانيين بالمغامرة فى عملية كهذه لا يعرفون نتائجها ،و ما هى الوسيلة المُثلي لتحقيقها و لا ندري هل سيجلس هؤلاء الممولون ينتظرون أن يبحث حسنين عن مرتزقة بكلفة مناسبة يحققون هذا الهدف أم أنهم سيكونون ضمن الجيش المشارك ؟