المعلومات التي كشفها الدكتور غازي صلاح الدين في مقاله الرصين السياسة الامريكية تجاه السودان.. جزر وعصي واجراس الذي نشرته صحيفة الشرق الاوسط الخميس الماضي واعادت نشره عدد من الصحف من بينها (الوفاق) الجمعة الماضي اكد ان السياسة التي تمارسها الولاياتالمتحدةالامريكية مع البلدان الفقيرة هي جزء من ارث قديم. ويبدو ذلك اكثر وضوحا في اعتراف مرافق البعوث الامريكي الاسبق دانفورث (نحن لا نستطيع ان نكون محايدين) وداعية الحريات لا خشي حتي من الاعتراف بعدم حياديتها ففي كل القضايا التي طرحت امام مجلس الامن كان موقف الولاياتالمتحدة داعما لاسرائيل وانتهاكاتها المتكررة لحق الشعب الفلسطيني في ان يعيش حرا في ارضه. تجربة السودان في التعامل مع الولاياتالمتحدةالامريكية كانت دائما تقودنا للوراء والكل يعلم ان امريكا كانت الداعم الاول لتمرد قرنق لا عبر مده بالسلاح فقط ولكن بتسخير علاقاتها مع الجيران لفرض مزيد من الحصار وحينما شعرت ان اكتشاف النفط وتصديره اصبح عاملا حاسما لصالح الحكومة السودانية بحثت عن طريق اخر لايقاف المارد عن الانطلاق. والناظر بعمق لحصادنا من اتفاق السلام وما تواجهه البلاد الان من تعقيدات ترجح كفة الحرب يري بوضوح نجاح السياسة الامريكية تجاه السودان فبعد ان حولت نصف الاخر للتسليح استعدادا لمواجهة جديدة مع الحكومة المركزية في الخرطوم. ربما رأت الولاياتالمتحدةالامريكية اعادة تكرار سيناريو الحرب العراقية الايرانية لاستنزاف ما تبقي من عائدات نفط ولايقاف النمو السريع الذي شهده الاقتصاد السوداني في السنوات الاخيرة ليت كل قادة العالم العربي والافريقي والاسلامي يقرأون مقالة د. غازي ويعيدون قراءتها مرات حتي يعلموا كم هي المسافة بعيداً بين ما تدعيه الولاياتالمتحدة وما تبطقه علي ارض الواقع. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 10/10/2010م