أعرب الرئيس السوداني عمر البشير عن تقدير بلاده لدولة قطر لرعايتها جولات التفاوض لإحلال السلام في إقليم دارفور. وكشفت تقارير صحافية سودانية أمس عن رغبة زعيم حركة العدل والمساواة الدارفورية الدكتور خليل إبراهيم في العودة إلى مفاوضات سلام دارفور بالدوحة. ونقلت جريدة "الجريدة" السودانية عن مصادر مطلعة أن زعيم العدل أبدى مرونة كبيرة في التعاطي مع الوساطة المشتركة بشأن عملية سلام دارفور. وقالت المصادر إن خليل إبراهيم وافق على الانضمام إلى منبر الدوحة ووعد الوسيط المشترك جبريل باسولي بالتوجه إلى الدوحة. وأضافت أن هناك ترتيبات ستجريها الوساطة في الأيام المقبلة لإشراك خليل إبراهيم. من ناحية أخرى أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس في خطاب ألقاه أمام البرلمان السوداني أنه "لن يقبل بديلا للوحدة" رغم التزامه باتفاق السلام الشامل الذي يقضي بإجراء استفتاء مطلع العام المقبل لتقرير مصير جنوب السودان. وقال البشير "رغم التزامنا باتفاق السلام الشامل؛ ولكننا لن نقبل بديلا للوحدة". وتابع أن "الوحدة هي الخيار الراجح للجنوب إذا أتيحت له حرية الاختيار في استفتاء حر ونزيه". وأضاف أن "ترسيم الحدود عامل حاسم في إجراء استفتاء عادل ونزيه". ويربط البشير بذلك بشكل غير مباشر بين إجراء الاستفتاء وبين الاتفاق بين الشمال والجنوب على ترسيم الحدود. إلى ذلك أكد علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني التزام الخرطوم بإجراء استفتاء الجنوب في موعده المحدد والالتزام بنتائجه على أن يكون نزيها وشفافا ويعبر عن إرادة مواطني جنوب السودان. ودعا طه لدي اجتماعه مع اللجنة المكلفة بمتابعة استفتاء جنوب السودان بواسطة الأممالمتحدة برئاسة بنجامين مكابا إلى إتاحة الفرصة لكل وجهات النظر لتوضيح آرائها بكل حرية؛ مشيراً إلى أن اجتماعه مع اللجنة تناول قضية الرقابة على الاستفتاء وتأمين صناديق الاقتراع. وأكد رئيس اللجنة بنجامين مكابا التزام لجنته بما ورد في اتفاقية السلام الشامل واستعدادها التام للقيام بالمهام الموكلة إليها بالصورة المطلوبة؛ مشيدا بموقف الحكومة السودانية وتعاونها مع اللجنة بالشكل الكامل. يأتي ذلك في الوقت الذي فشلت فيه المفاوضات بين الشمال والجنوب التي نظمت برعاية إثيوبيا والولايات المتحدة في أديس أبابا حول منطقة ابيي النفطية المتنازع عليها بحسب بيان مشترك وزع على الصحافيين أمس. وكان وفدان من حزب المؤتمر الوطني وحركة تحرير شعب جنوب السودان يبحثان منذ تسعة أيام في أديس أبابا وضع منطقة ابيي النفطية المتنازع عليها في وسط السودان. وفي بيان مشترك أوضح الجانبان أنه "رغم الجهود الجدية والمباحثات المثمرة لم يتم التوصل إلى اتفاق حول معايير مشاركة الناخبين في الاستفتاء حول منطقة ابيي". لكن البيان قال إن "الطرفين وافقا على درس (مسألة) ابيي في إطار مقاربة أوسع وأشمل ضمن ترتيبات "تتعلق بالاستفتاءات والفترة التي تعقبها حول جنوب السودان مشيراً إلى اجتماع قريب في إثيوبيا نهاية أكتوبر. إلى ذلك توقعت مصادر تحدثت ل "الشرق" احتمال ضم ابيي إلى ولاية بحر الغزال أو بقائها ولاية في إطار دولة الجنوب في حال الانفصال. وأكدت المصادر إصرار قبائل (المسيرية) البقاء في أرضهم وتشكيل أقلية ضمن الدولة الوليدة بالجنوب في حال جاء خيار استفتاء مواطني جنوب السودان لصالح الانفصال وانضمام ابيي إلى الجنوب. المصدر: الشرق القطرية 13/10/2010