انضم الممثل الهوليودي (جورج كولوني) الى قائمة المطالبين بالضغط على الخرطوم لإجراء استفتاء سلمي فى جنوب السودان . كلوني كان قد فرغ للتوّ من زيارة الى جنوب السودان عاد بعدها للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما فى البيت الأبيض ليطلب منه ( زيادة الضغط على الخرطوم لضمان استفتاء سلمي) ! وبالطبع لا أحد يعرف طبيعة الصلة التى جعلت ممثل افلام الآكشن ممثلاً للجنوب ومدافعاً عنه الآن ! ذلك ان أحداً لم يمنح الجنوب السوداني حقه فى تقرير مصيره من الخارج سواء من قبل الولاياتالمتحدة او غيرها. فحق تقرير المصير حق منحه الشمال للجنوب فى سياق تفاوض سلمي ،و بإجماع وطني لم يشذ عنه أحد فى السودان. ومن المفروغ منه ان منح حق تقرير مصير للجنوب تمت دراسته من قبل الأطراف المتفاوضين فى نيفاشا ،و هو يحتمل الوحدة و الانفصال معاً ، و بالنظر الى ان الحزب الوطني السوداني قد عمل على تنفيذ بنود اتفاقية السلام الشامل الموقعة فى يناير 2005 بنيفاشا ،و تجاوزت نسبة تنفيذه للاتفاق ال90% فانه لن يكون بهذه السذاجة التى تجعله يعرقل إنفاذ آخر ما تبقي من هذه البنود. ومن المفروغ منه أيضاً أنه لم يظهر مطلقاً طوال الأشهر الماضية سواء عبر تصريحات او أفعال ، ما يشير الى رغبة الحزب الوطني فى عرقلة عملية الاستفتاء ، وليست هناك- وفقاً لقواعد المنطق - أية مسوغات تجعل الحزب الوطني يقف فى وجه استكمال الاستفتاء ،و قد أكد نائب الرئيس السوداني على عثمان محمد طه ذلك على نحو قاطع فى لقاء نيويورك قبل أسابيع فى الرابع و العشرين من سبتمبر الماضي ؛ و كان أبلغ دليل على صحة هذه التأكيدات ان عملية الاستفتاء أوكلت الى لجنة فنية مستقلة تم اختيارها بتوافق الطرفين ، الوطني و الحركة ومن المستحيل بهذا الصدد – سواء بحكم استقلالية اللجنة او القانون الذى يحكم عملها أن تستجيب لطلب طرف أو ضغوط من قبل طرف ، كما ليس من مصلحة أحد – خاصة الحزب الوطني- ان يعرِّض نفسه لموقف كهذا وهو يدرك هذه الحقيقة ، لهذا أكد أكثر من مرة ان الأمر بيد اللجنة المختصة ,و أنه حريص على قياما لاستفتاء فى مواعيده. إذن ما الذي أتي به كولوني ،و ما هى دوافعه بعد أن جاب الجنوب و وقف على الأوضاع للحديث عن ضغوط أمريكية؟ و يا تري ما سبب عودة كولوني و التقائه الرئيس اوباما بالبساطة الشديدة التى تم بها الأمر فى البيت الأبيض ؟ ان من المؤكد ان هذا السلوك سلوك صهيوني له ارتباط ببعض دوائر اللوبي الصهيوني ،و كولوني الذى عمل على تمثيل مئات الأفلام يبدو أنه تسلم بطولة فيلم خاص بالجنوب السوداني ،ولكن هل يدرك أن بطولة كهذه فات أوانها !