* ليس عيب ان ينتبه المرء ولو متأخراً جدا إلى أن العبث بالاستراتيجي عبر دروب التكتيكي المرحلي مؤذن بهلاك الأوطان رغم العبر الناطقة والشواهد الدالة من التاريخ والواقع على ذلك والحكمة تقول بان تأتى متأخرا خيرا من أن لا تأتى ! * اخطر ما يصيب الدماغ السياسي محل صناعة الأفكار والرؤى ما يمكن أن يسمي بالتفكير (الرغائبى )،فالسياسي (برجماتي )في تفكيره يبصر الوقائع ويتعامل معها بجديها وصرامتها وقساوتها كما هي لاكما يجب ان تكون ! *الذين استصعبو حمل نيفاشا في الشمال والجنوب من تيار الانفصاليين دشنو التفكير في القضايا الصعبة والحرجة والحساسة عبر الرغبات ،فاستسهلوا المشكلات الناجمة عن الانفصال اذ استصعبها البعض ،ويسروا تعقيداته اذ استعسرها البعض ..ولم يروا أي مشكلة ناجمة عن قسم بلد الى جزئين .!!ولم يكن هذا التيار بمعزل عن الوقائع والتعقيدات إلا أنه اختار أن يرتاح ،فكم هو متعب عليهم حمل الأخر نفسيا ان سهل ماديا؟! * فالتفكير بهكذا منطق يصدر عن نفسية تستصعب التعايش والتباين والاختلاف وتختار الحل السهل (الطلاق )لأنه كلمة وان اقتضت من تشريدا وتمزيقا !! * واذا كنا ندين في هذه السطور هذا اللون من التفكير الصادر عن هذه النفسية وعن هذا التيار فيجب أن ننبه دعاة الوحدة وهم ينشطون من بعد خمول ،ويستيقظون من بعد سبات طويل والشمس تزاور عن كهفهم ذات اليمين وذات الشمال !...يجب أن ننبههم الى عدم الوقوع في شرك التفكير الرغائبى الذي سقط فيه دعاة الانفصال !! * فيما تبقى من وقت لا يجب ان يصرف كما نري في ترديد شعارات لا سيقان لها ،فا لتيار الانفصالي في الجنوب غالب وكاسح وجارف نخبويا لا شعبيا ،فقيادات في الحركة الشعبية ترى في الانفصال طموحا لا يجب التراجع عنة بمكاسب متوهمة ،وفرصة للذات لا يجب التأخر عنها بأفكار لا نصراء لها ! * سقط مشروع السودان الجديد واقبل نصراؤه داخل الحركة بعضهم علي بعض يتلاومون حتى اذا علقوا علي مشجب المؤتمر الوطني كل الأخطاء والخطايا،انطلق (الجنوبي )منهم إلي تيار الانفصاليين الجارف يحجز مقعده ويثبت في صحائف التاريخ كلمته ...ا ولم يكونوا هم أنفسهم من بشرونا بنسب من علي شاكلته 90%لصالح الانفصال وقت من كان مثل هذا الحديث ابتزازا رخيصا للشمال !!حتى اذا نهض تيار الانفصال في الشمال يغالب الوحدوي فيه ادرك المبتزون كم هو مكلف العبث بالاستراتيجي بالتكتيكي المرحلي !! *ويخوفونك بالتاريخ اذا مضي الجنوب نحو الانفصال فقل لهم أن التاريخ لن يرحم من يستصعب علية اجتراح الحلول الصعبة في سبيل حقن الدماء وإيقاف مسلسل إهلاك الحرث والنسل !! *الترهيب النفسي والصعوبات القادمة لا يجب أن تدفع العقلاء للهروب إلي الرغبات ..من كان يريد الوحدة فليعمل جاهدا أن يجعل من الانفصال خيارا يمكن التعايش معه وقديما قيل احرص علي الموت توهب لك الحياة !!! نقلا عن صحيفة السوداني 17/10/2010م