الفيسبوك صار علامة فارقة في حياة كل الناس باعتباره اداة من ادوات التواصل التي يتعاملون بها ومعها صار مسرحا تعرض من خلاله مجمل القضايا التي تشغل بال الناس وتحدد تفكيرهم وفي دراسة سابقة اكدت ان السودانيين صاروا من المداومين على التواصل من خلاله يناقشون القضايا الاجتماعية ويمارسون التواصل الكروي.. فالاهلة بصفحاتهم وكذلك عشاق الاحمر.. ولم تكن القضايا السياسية لتغيب عن هذا التجمع.. فبعد انتهاء الانتخابات وبروز الاستفتاء على سطح الساحة السياسية تحول الفيسبوك لاداء هذا الدور من خلال الصفحات التي سابقت تكوين مفوضية الاستفتاء نفسها فقد سبقتها صفحة في الفيسبوك انشاءتها الصحفية لبني احمد حسين واختارت لها عنوانا مناظرة بين الوحدويين والانفصاليين وانضم للمجموعة عدد كبير من رواد الفيسبوك الذين انقسموا بين دعاة الوحدة وبين المنادين بالانفصال من مختلف شرائح الشعب السوداني حيث اندلعت الكثير من المعارك عبر حروف «الكيبورد» كل يغني على ليلاه. واحتوى الموقع كذلك على عدد من الصور لقادة السودان شمالا وجنوبا، واثارت صورة باقان اموم نزاعا مازال مشتعلا بين الرواد حول الوحدة والانفصال والدور المنتظر، وناقشت الصفحة معظم ما يترتب على الانفصال من مساوئ طرحها الوحدويون، وبالرغم من ان التيار الوحدوي كان هو الغالب في معظم النقاشات الا ان دعاة الانفصال كانت لهم كلمتهم في ظل اطلاق حرية الرأي ولكنه اطلاق تتبعه مجموعة من القنابل المسيلة للدموع في مواجهتهم من الطرف الآخر والذي استخدم دعاته لغة التبشير من خلال ابراز صور التعايش بين السودانيين بالكلمة والصورة في آن واحد. وشن المتناظرون هجوما لاذعا على الحكومة شمالا وجنوبا واختار المصممون شعارا جاذبا متمثلا في خريطة السودان ومقص توسطها في اشارة للتيارين المتصارعين. انتصار دعاة الوحدة في الفيسبوك انتصار مرحلي في انتظار الاستفتاء الحقيقي بالقلم وبعيدا عن «الكيبورد».. فلمن تكون الغلب: دعاة الانفصال ام انصار الوحدة.؟