النيوزويك في عددها بتاريخ 4 اكتوبر 2010م نشرت تحقيقا مطولا عن الاحوال في جنوب السودان اجراه محررها كيفن بريانو وقام بالتصوير شر يفور سنان وجاء تحت عنوان ضخم هو (نأسف, يا سودان)!! يبدا التحقيق بتصوير قلمي دقيق لمكتب سلفاكير رئيس حكومة الجنوب كما وصفته وقالت في مواطنه (يعني جوبا) يعلق صورتين بالحجم الطبيعي واحدة للسيد المسيح والثانية له شخصياً, وتمضي قائلة وعلي المنضدة (المكتب) يقوم من زوجان من حوافظ الكتب واحدة عليها دارسة للانجيل الي جانب نسخة من كتاب روبرت جرين للعون الذاتي بعنوان (48 قانونا للقوة) وتمضي واصفة سلفاكير بقولها .. متمرد سابق لغوريلا الانيانيا .. لدغة الثعبان.. الان يرأس حكومة جنوب السودان شبه المستقله من الخرطوم لخمسة اعوام مضت. وتؤكد ان نظامه- حكومته- كان المفضل دائماً للمانحين الغربيين- وصفته بالمحبب... وخلال حكم بوش خاصة كانت دعوته للوطنية (الافريقية) والثقافة بالمسيحية تحوصلت وسط اليمين المحافظ في واشنطن الساعين لاعادة تشكيل السودان حتي في ايام اوباما هذه فان الولاياتالمتحدة كانت (تدلق) – بهذا اللفظ- 300 مليون دولار سنويا في جنوب السودان كجزء من دعم حكومة سلفاكير لهيئة الاستفتاء لاستقلال كامل من الشمال المسلم. ولكن وبالرغم من صنوبر الدعم المفتوح فان مشروعات سلفاكير الطموحة تعاني من الاضطراب!! نشاطات الحرب التي انهتها اتفاقية 2005م بعد 22 عامل من الاقتتال يمكن الان ان تندلع في اي لحظة بعد المحرقة التي ذهب ضحيتها حوالي 2 مليون مواطن ان المستشارين الذين استاجرتهم الولاياتالمتحدة يشكون لطوب الارض من فشل المؤسسات الامريكية التي تعمل لاعادة بناء جنوب السودان!! وخلال الحوار الذي اجريناه معه- يقول محرر النيوزويك- في المبني الرئاسي فان سلفاكير مريضا ومتعبا كان يعطس ويمسح عرقه بمناديل ورقية (مكرفسة) واوضح لهم بانه قام بفحص الملاريا- ذلك الصباح- وجاءت النتيجة سالبة- ويمضي كيفن موضحا قمة الفشل وحتي لو قام رجال سلفاكير بتحقيق السلام عبر الاستقلال فان الدبلوماسيين الغربيين متخوفون ويحذرون من هذا الانفصال بتأكيد ان الجنوب غير مستعد للاستقلال الان!! وسلفاكير نفسه متخوف من ان امريكا ربما قدمت ازمتها الخاصة وفقدت الرغبة في التعامل معه- اي سلفاكير – حيث قال للمحرر( كنا دائما نعتقد ان امريكا يمكن ان تفعل اي شي) ولكن في حالتنا نحن لم يحدث هذا.. لديهم الان ارتباطات اخري كثيرة). ان جنوب السودان يتشكل الان ليصبح اختبارا مفصليا لقدرة امريكا علي اصلاح الاعطاب خارج حدودها وبعيداً منها. ان نبض الاصلاحيين في السياسة الخارجية الامريكية من القدم بمكان ولكن الفشل الامريكي في العراق وافغانستان نشأ عنه حوار غير مريح حول حدود القوي الامريكية. في هذه الحقبة التي يمكن ان تختفي فيها تريليونات الدولارات الامريكية في لحظة فان صقور) العجز في الميزانية) يستغربون عما اذا كانت الولاياتالمتحدة ما تزال قادرة لتوفير الاموال لمناطق النزاعات البعيدة! في ذات الوقت فان الدراسات الحديثة تري ان الدعم الافريقي لم يفعل الا الشي القليل للترغيب في النمو وفي معظم الاحوال لم يفعل غير الهدم والالم! ان اعادة بناء السودان- المقسم- هي مشروع ورقة اوباما عن سلفه الذي استغرقته افريقيا تماما! ان حكومة السودان الاهلية منذ خمس سنوات وضحت حوالي 6 مليارات دولار للجنوب بحيث اصبحت الممول الوحيد للجنوب ويأتي الجنوب في تلقي المعونة الامريكية مباشرة بعد افغانستان وباكستان. وفي المقال القادم- باذن الله – نكشف حديث اوباما الذي عري المثقفين الجنوبيين. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 18/10/2010م