دخلت مفاوضات دارفور في مراحلها الأخيرة كما خططت لها الوساطة إلى الانتهاء من عمل لجان التفاوض قبل (17) من الجاري توطئة لطرح الوثيقة النهائية للتوقيع عليها من طرفي التفاوض الحكومة السودانية من جهة وحركة التحرير والعدالة من جهة أخرى. وفي ذات السياق أكد عمر آدم رحمة عضو الوفد الحكومي السوداني في مفاوضات سلام دارفور أن المفاوضات تسير بصورة جيدة، وقال إن هناك تقدم من توحيد الرؤية، ويضيف أن هناك تقارب في وجهات النظر، في ملف النازحين واللاجئين، والتعويضات، والعدالة والمصالحات، وأشار رحمة إلى ملف السُلطة والترتيبات الأمنية تبقت فيه قضايا تحتاج وضع النقاط على الحروف. ونفى الدكتور رحمة ما ورد بوسائل الإعلام حول الاشتباكات بالأيدي بالمفاوضات، وقال إن الذي حدث هو أن لجنة التفاوض في ملف النازحين فوجئت بامرأة تدعى: (مريم أم الجيش)، تدخل إلى قاعة الاجتماع وتقوم بسحب المقعد الذي يجلس به رئيس الجانب الحكومي مما تسبب في سقوطه على ظهره، وسارعت بالخروج من القاعة، وأشار أن الوفد الحكومي تقدم بشكوى رسمية للوساطة حول ذلك المسلك الذي وصفة بالهمجي، وأشار لمنع تكراره مرة أخرى. وأضاف رحمة أن التفاوض تم استئنافه بصورة طبيعية ولم يتأثر بالحادثة إطلاقا، ولم تعلق الجلسة مشاوراتها، وبيَّن أن موضوع التعويضات لم يكن مطروحا في أجندة النقاش داخل اللجان المجتمعة، وقال إن اللجان التي كانت مجتمعة قد ناقشت الكثير من القضايا الخاصة بها بعضها حدث فيه اتفاق وآخر محل نظر والتفاوض مازال مستمرا، وأضاف لم يحدث أي اشتباك بالأيدي. وقال تاج الدين نيام كبير مفاوضي التحرير والعدالة إنه تم الاتفاق على (90%) من ملف السُلطة ومشاركة أبناء دارفور في السُلطة، وقال إن الأعمال تسير بصورة جيدة ويعتقد أن السلام والأمن سوف يعم دارفور قريبا. ويفترض يوسف السيد علي (المحلل السياسي) (للرائد) أن المفاوضات التي تجري بالدوحة هذه الأيام تكون الأخيرة لأسباب إستراتيجية، والحركات المتمردة لم تكن متوحدة الآراء، وحتى التي تجلس مع الحكومة آراؤها مختلفة، ومطالبها غير مقبولة في حق تقرير المصير لإقليم دارفور، ويرى يوسف أن الحركات المسلحة بعيدة كل البُعد من معسكرات النازحين، وفي ذات الوقت يتكلمون بألسنتهم، ويتحدثون عن الأمن والاستقرار، وإرجاع اللاجئين إلى قراهم وهم سبب مشكلة دارفور. ويضيف محمد يوسف عبد الله رئيس وعضو الوفد الحكومي المفاوض السابق أن منبر الدوحة محفز لأهل دارفور لاستكمال عملية السلام في دارفور، وأشار عبد الله في عدة تصريحات صحفية أن الدوحة لا بديل لها وانها حققت بعض مطالب الحركات المسلحة، ودعت عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان، وخليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، للانضمام إلى مفاوضات الدوحة ونزع السلام والاتجاه إلى تنمية دارفور. والدوحة ستحقق فرصة كبيرة للسلام لتوفير الإرادة السياسية لدى الحكومة القطرية لإحلال السلام الشامل في دارفور، إلى جانب توفير معينات إعمار دارفور لقيامها بإنشاء بنك لتنمية دارفور، وقال هذا لم يحصل في أي عملية تفاوضية أخرى. ويضيف يوسف أن الحركات تطالب بالحكم الذاتي والأخير يزيد من المشاكل، ويطالب يوسف قيام حوار دارفوري دارفوري، وعلى الحركات التي جلست مع الحكومة تتبنى الأخرى من اجل استقرار وأمن الإقليم، ومطلوب من الحكومة تقديم مزيد من المشاريع التنموية في دارفور، وبناء قرى نموذجية للاجئين، وتكون هذه القرى آمنة. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 18/10/2010م