قال الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ضمن حوار أجرته معه صحيفة الرأي العام السودانية مؤخراً تعليقاً على تأسيس جبهة معارضة فى لندن يقودها نائب رئيس الحزب الاتحادي الأصل على محمود حسنين( إن الذى يحمل الكيانات المعارضة على التوحد هو شعورها و قناعاتها الكاملة بضعفها كمجموعات) ! و الواقع ان هذه العبارة تستحق التأمل و الوقوف عندها طويلاً ، فقد دعا حسنين و على نحو غامض ، متنصلاً عن ثوبه الحزبي الى تكوين هذه الجبهة المعارضة،عقب انفضاض السامر الانتخابي مؤخراً فى السودان فى ابريل 2010 و فشل الحزب الذى ينتمي اليه فى إحراز ولو نتيجة متواضعة فيه على الرغم من ارتضاء الحزب الاتحادي التحدي الانتخابي و خوضه له على كافة المستويات ، الأمر الذى يشير - بداهة - الى ان تكوين الجبهة سببه الأول و دافعه الأكبر هو الشعور بالهزيمة السياسية و عدم ارتضاء نتيجة السجال الديمقراطي و هو ما ينم عن روح غير ديمقراطية ،و غير سوية سياسياً و ما من شك ان قبول اى سياسي الدخول فى تكوين هذه الجبهة المعارضة معناه تخليه عن الممارسة الديمقراطية و تنكره لها و من ثم يصبح الهدف الوحيد هو إستقواء هؤلاء المهزومين ببعضهم نتيجة شعورهم بالضعف كما قال د.نافع لهزيمة السلطة المنتخبة بشتي الوسائل ما عدا وسيلة التداول السلمي للسلطة . هذا من جانب؛ ومن الجانب الثاني فان حسنين نفسه أثبت بالدليل العملي ما قاله د. نافع حين دعا فى خطاب تأسيس الجبهة المعارضة فى لندن الى ضرورة ان يظل وصف (عريضة) قائماً فى اسم الجبهة المعارضة ،و قال حسنين ان عبارة (عريضة) مهمة للغاية ولا بد من وضعها فى الاسم بأي وسيلة حتى يُفهم منها – بحسب تعبيره – ان مجموعات عريضة هى التى تعارض السلطة القائمة فى الخرطوم ! و يُستشف من ذلك ان حسنين بالفعل يشعر بضعف مجموعاته المعارضة بدليل إصراره على وضع كلمة عريضة هذه ، وهو أمر ذا مدلول نفسي محض يعطي مكوني الجبهة شعوراً بالارتياح ، كون المجموعات المكونة للجبهة تقف فى صف عريض ! و من الواضح ايضاً ان الذى يبحث عن اسم عريض كهذا يعاني من عقدة الشعور بالضعف . و هكذا فان ملابسات تأسيس جبهة لندن – دعك من شبهات التمويل و الجهات الداعمة لها – تشير الى ان المجموعات التى إلتأم شملها هناك و هى مجموعات لا تزال مجهولة و مختفية، بل و متوجسة تعاني من ضعف و خور جعلها تصطف على استحياء وراء كلمة عريضة هذه ، عسي و لعل ان يصبح لها جسراً تحقق من خلاله ما عجزت عن تحقيقه لسنوات وعقود !