تحليل سياسي قبل أن يتأمل المراقبون فى أسباب فشل جبهة لندن العريضة التى كان قد شرع فى تأسيسها نائب رئيس الحزب الاتحادي الأصل على محمود حسنين – الذى جاوز الثمانين – وقبل حتى ان يختفي حسنين بجبهته التى حرص على إيراد عبارة عريضة فيها لكي تعطي القارئ او السامع شعوراً بضخامتها و حجمها الكبير إذا بسياسي آخر لا يقل بؤساً فى تجاربه وأفكاره عن حسنين يشرع هو الآخر في البحث عن جبهة معارضة مضمونة النتائج كما قال لمقربين منه، فاعلة وقادرة على تحقيق ما عجزت عنه كافة القوى السودانية المعارضة فى تحقيقه لما يجاوز عقدين من الزمان . السياسي التائه هذه الأيام الساعي لإنشاء جبهة موازية لجبهة حسنين هو مبارك عبدالله الفاضل ، فما أن سمع بجبهة حسنين التى يجري تأسيسها فى لندن و قبل ان يتأكد من إمكانية تأسيسها و نجاحها ، سارع هو من جانبه لإنشاء (جبهة معارضة خاصة) يترأسها بنفسه ! و لم لا... كما قال ، فالعمل الجبهوي سهل ، وما عليك سوي ان تبحث عن ممولين من الخارج تقنعهم عبر دراسة جدوي موجزة عن مشروعك القادر على إسقاط السلطة الحاكمة ، ثم تبحث عن عدد من الساسة الذين يعتمل الغضب و القلق فى نفوسهم ، ثم تعلن عبر فرقعة إعلامية داوية عن ميلاد الجبهة الجديدة. و بحسب ما توفر من أنباء من مصادر موثوقة قريبة للغاية من السيد مبارك الفاضل فان الرجل شرع بالفعل فى اتصالات يعتقد هو أنها خفية وسرية على الرغم من تحذيرات عديدة تلقاها من أناس قريبين منه بعدم جدوي مثل هذه التحركات حسب ما قال قيادي بارز بالحزب وبصوت عالي (ان الأمر يقع فى حكم تجريب المجرب) ! ويقول مصدر سياسي داخل حزب الأمة القومي بزعامة السيد الصادق المهدي و يمت بصلة القرابة للفاضل ان الرجل عرض العديد من ما يعتقد أنها أفكاراً سياسية ناجحة على قادة فى حزب الأمة ولكنهم جميعاً لم يوافقوه على ما قال ، مما أثار حنقه و استياؤه .ولعل من المهم هنا ان نشير الى ان موضة إنشاء الجبهات المعارضة بهدف إسقاط السلطة المنتخبة فى الخرطوم تمضي فى اتجاه ان تصبح ظاهرة، وهى دليل على ان المجموعات الساعية لتكوين هذه الجبهات تستشعر ضعفها و ذوبانها فى الهواء الطلق ، ولم يعد لها وجود مؤثر كما ان تكاثُر هذه الجبهات معناه أنها لا ترضي ببعضها و الثقة غائبة ما بين مكوِنيها ،وفوق ذلك كله فان كيفية إسقاط سلطة منتخبة معترف بها دولياً هى فى حد ذاتها تشكل صداعاً حاداً لهؤلاء المعارضين البؤساء الذين تلبدت أحوالهم السياسية بدرجة غير مسبوقة ، وصار هم كل واحد منهم ان يحصل على الأموال من الخارج ويفعل كل ما باستطاعته !