في أول أيام تصاعد الاستقطاب بين طرفي اتفاق نيفاشا وحين حامت العديد من قوي الشمال المعارضة لحكومة الوحدة الوطنية حول الحركة الشعبية وجعلوها تبارز الوطني وتؤدي الحاكم والمعارض في ذات الوقت, وقادوها بعيدا عن أجندتها وأولوياتها بعد أن (دقوا وطنبروا ليها)!! زار أحد قيادات الحركة المعروفين مدينة الرنك في شمال اعالي النيل, ووقف يخاطب جماهير المنطقة كالعادة بالهجوم علي الوطني, وعندما جاءت جماهير تمثل الوطني لحضور اللقاء وهي تحمل لافتاتها مثل بقية الأحزاب, هجم جمهور الحركة عليهم وطردوهم ومزقوا لافتاتهم!! فعاين القيادي الي المشهد المأساوي من زاوية عدل, وكل الجماهير الممثلة للأحزاب الشمالية تقف معززة مكرمة, ينما يطرد أهل الوطني شر طردة, وقال بأن كل أحزاب الشمال قد حكمت من قبل ولم تنظر في قضيتنا إلا المؤتمر الوطني فهو الوحيد الذي منحن بشجاعة ما ظللنا نقاتل لأجله عقوداً طويلة!! وقد وقع حديث القيادي موقعا عند جماهيره ساعتها لكن قيادة حركته الشعبية ظلت علي حالها ترقص سعيدة مثل (عبيط الفيلم الهندي) وسط زفة هذه الأحزاب, التي بصمت جميعها في تاريخنا الوطني برفض حقوق الجنوب, منذ أن كانت لا تتجاوز التمييز النوعي وشئ من الفيدرالية قليل!! ويوم الأحد الماضي وفي حوار أجرته معه (الرأي العام), شهد د. منصور خالد وهو (من أهلها) وهو أيضا الخبير الذي كان شاهدا (مهنيا) علي كل فترة الحكم الوطني, وأكد ما قاله القيادي بالحركة من أن شعب الجنوب يجب أن يرفع جميعه القبعات للمؤتمر الوطني!! ليس لأن الوطني منح الجنوب حقا لا يستحقه ولكن لأنه كما قال (هو أول حزب شمالي حاكم, امتلك الشجاعة لمواجهة مشكلات الجنوب, فأنهي الحرب واعترف بالتنوع وجعل من المواطنة أساسا واحدا للحقوق والواجبات بما في ذلك رئاسة الجمهورية, ومنح الجنوب حقوقا وسلطات لم تمنح له في الماضي واعترف بحث تقرير المصير))!! وبعد كل هذا لا ينتظر قادة المؤتمر الوطني وأهل الشمال كافة, مكافأة قيمة من أهل الجنوب, غير أن يحددوا بحرية وشفافية ونزاهة, مع الوحدة هم أم مع الانفصال؟! و(معانا واللا مع التانين)؟! نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 3/11/2010م