الأجواء السياسية الخانقة قبل حدوث الاستفتاء في يناير المقبل تجعل الرؤية الصائبة تغيب حول حقيقة الوضع الاقتصادي في الشمال عموما في ملف النفط الذي ما يزال عالقا رغم قرب الاستفتاء خصوصا, الحركة الشعبية رسمت صورة قاتمة للوضع الاقتصادي في الشمال إذا اختار الجنوبيون الانفصال بأحاديتهم المتكررة بأن كل البترول موجود في الجنوب وأن الشمال لا يوجد به قطرة واحدة من النفط. وهو حديث تكذبه الوقائع وعمليات الاستكشاف أكدت أن السودان جنوبا وشمالا وشرقا وغربا يسبح في بحيرة من النفط وأن عمليات الاستكشاف التي تقوم بها بعض الشركات العالمية أثبتت أن هنالك احتياطيا للنفط كبيرا ًفي الشمال . وهذه الحقائق التي قالها الجيولوجيون تكذب أحاديث السياسيين بأن كل البترول موجود في الجنوب وأنه إذا كانت نتيجة الاستفتاء باختيار الجنوبيين للانفصال فان ذلك يعني أن الشمال سيصبح بدون إيرادات ما ينعكس علي الموازنة التي ظلت تعتمد طوال الأعوام الماضية علي عائدات النفط. بل أن الخبير الاقتصادي العالمي التجاني الطيب الخبير بالبنك الدولي وصف الاقتصاد السوداني بأنه مصاب بالمرض الهولندي باعتماده علي البترول وإهمال الزراعة والصناعة وغيرها من الموارد. نعود لنتساءل هل صحيح أن هذه المعلومات المتداولة بأن 70% من البترول موجود في الجنوب وأن 30% من البترول موجود في الشمال. واقع الحال من خلال الإفادات التي أدلي بها الخبراء وعلي رأسهم وزير الطاقة والتعدين في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري الدكتور شريف التهامي أكدت علي أن هذه النسبة غير صحيحة لأن محل الأراضي في ولاية نهر النيل والولاية الشمالية وكردفان ودارفور وشرق السودان ومناطق البحر الأحمر وشرق السودان أثبتت نتائج البحوث الجيولوجية أن بها احتياطيا ضخماً من النفط ما يمكن أن ينتج في المرحلة الأولي 100 ألف برميل يوميا وإذا سارت عمليات الاستكشاف شمالا وفق ما هو مقدر من خطط وبحوث فان النتائج مبشرة بأن الشمال يسبح في بحيرة من النفط والذهب والمعادن .. الحديد والنحاس وإذا أضيفت لها الزراعة والصناعة فان غدا أخضر ينتظر الناس جميعا ولا يفوني هنا أن أشيد بالمجهودات التي يقوم بها المهندس علي احمد عثمان وزير الدولة بالنفط من خلال المتابعة اليومية لعمليات البحث والتنقيب المستمر وعمله الدؤوب المتصل من أجل تطوير صناعة النفط في السودان دون أن تكون هنالك عمليات فرز شمالا أو جنوباً سواء أن اختار الجنوبيون الوحدة أو الانفصال. نقلا عن صحيفة اخبار اليوم السودانية 3/11/2010م