في أول الأسبوع الماضي عقدت 6 فصائل اتحادية لقاء بمنزل الراحل إسماعيل الأزهري، لبحث وحدة الاتحاديين وقضايا الراهن السياسي، ولأن الجند الأول رغم سهولته ويسره، لكن الفصائل الاتحادية لا تملك المقدرة على تحقيقه، فقد أسرع المجتمعون إلى الجند الثاني!! وحضر مرغني بركات (ود أبركات) عن حزب السيد، وصديق الهندي عن حزب الهندي، وجلاء الأزهري عن حزب الأزهري، وعلي بشير أبو لاكوعة الأمين العام المكلف للوطني الاتحادي، ومحمد يعقوب شداد رئيس الهيئة العامة، ومحمد مالك عن تجمع الاتحاديين الديمقراطيين!! ورغم أنهم جميعا لا يملكون شهادة براءة ديمقراطية، وكلا منهم يحمل وصفا وظيفياً خلعه عليه زعيمه أو خلعه هو على نفسه، لكنهم خرجوا من لقائهم بالتأكيد على دور الاتحاديين المناهض للأنظمة الشمولية، ولم يذكروا شيئاً عن أحزابهم الغارقة حتى أذنيها في الشموليةّّّّ!! ومع أن نائب رئيس (جناح السيد) المعين منذ أكثر من عشرين عاماً على محمود حسنين، قد ذهب إلى بريطانيا ليقارع شمولية المؤتمر الوطني، ولم يجد مفراً في خطاب للتأسيس من دمغ الأحزاب السودانية جميعها بالضعف والشمولية وعدم ممارسة الديمقراطية داخلها!! لكن الأخوة المعينين دمغوا في لقاء بين الأزهري خطوات التحول الديمقراطي التي شهدتها البلاد مؤخراً بالفشل، ولم يؤكدوا مشددين بان غياب الديمقراطية داخل الحزب هو السبب الرئيس في تفكيكه وانقساماته!! ولو قبلنا بمقياس حزب لا يعرف الديمقراطية حول التحول الديمقراطي وشمولية المؤتمر الوطني، فإننا يمكن أن نخضعه للفحص، بمقارنة الديمقراطية داخل كل من الوطني والاتحادي، ثم ننظر إلى تجربتي الديمقراطية الثالثة والرابعة التي شهدناهما ونحن عدول!! فالاتحادي كحزب لم يفتح الله عليه بمؤتمرات ديمقراطية منذ أن وعينا للدنيا، بينما الوطني شهد حركاً داخله طيلة العشرين عاماً ذهب بالعشرات من القيادات الفاعلة وجاء بمثلهم، كما أننا شهدنا تصويت الفرد عشر مرات في الديمقراطية الثالثة ولم نشاهد ذلك في الرابعة!! ولأن الديمقراطية الحالية ليست أقصي ما ننشد فسنمضي في تقدمنا نحو المثال، لكنا في طريقنا نحو التحول الديمقراطي الأشمل، لن نستأنس بالاتحادي الحالي أبداً!! (لان فاقد الشيء لا يعطيه)!! نقلاً عن صحيفة الوفاق 7/11/2010م