تقصي الحقائق التي شكلتها الاممالمتحدة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد الاحتلالي البغيض ثم جاء تقرير منظمة العفو الدولية إنستي حول التمييز العنصري المائي الاسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين ليكشف المزيد من الجوهر الحقيقي لاسرائيل وها هي دعوة من الاممالمتحدة اصدرها مكتبها لتنسيق الشؤون الانسانية لاسرائيل لوقف سياسة الاخلاء القسري وازالة منازل الفلسطينيين في القدسالشرقية تضع حكومة نتنياهو امام الحقيقة العارية التي لم تعد بمقدورها مواصلة هذه الاجراءات القمعية المنافية لحقوق الانسان والمتعارضة مع القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة التي تدعو قوات الاحتلال الى حماية المدنيين في الاراضي المحتلة من مزيد من التشرد. من هنا يأتي تأكيد الاممالمتحدة على ان غياب التخطيط اللازم بالاضافة الى القيود الادارية والمصاريف التي تجعل من المستحيل على السكان الفلسطينيين الحصول على التصاريح التي تطلبها اسرائيل لبناء المنازل ولا تترك لهم أي خيار سوى البناء بصورة غير قانونية لتأمين المأوى لعائلاتهم، ليعكس الوعي المتزايد لدى المجتمع الدولي حول التضليل الاسرائيلي الذي نجح في حجب الحقائق عن العالم، لكن الامور اخذت منحى آخر وها هي اسرائيل تظهر على حقيقتها دولة متمردة ومارقة خارجة عن القانون لا تؤمن الا بالقوة والبطش لتحقيق غاياتها وترفض على الدوام سياسة الحوار والمفاوضات وهنا يجب ان يأخذ العالم مسؤولياته في لجم جموحها وعربدتها بالافعال وليس بالاقوال الخجولة فحسب. المصدر: الراي الاردنية 29/10/2009