والاقتصادية الاسطورية الهائلة التي تمتلكها ، وتسخير هذه القوة لتحقيق اهدافها ، تحت يافطة الامن القومي الاميركي ، وهذا ما تجلى باوضح صوره ، في عهد الرئيس الاميركي ، جونسون ، الذي دفع بالجيش الاميركي الى فيتنام ، حتى وصل عدده الى حوالي مليون جندي ، وقام بقصف هانوي بطائرات "اف "52 والتي يطلق عليها"القلاع الطائرة" ، فدمر الجسور ، ومحطات الكهرباء ، والمياه ، وكل اشكال الحياة ، وسط استنكار العالم كله. ورغم جنون القوة الاميركية ، الا ان النتيجة كانت هزيمة مدوية لواشنطن ، لا تزال مرارتها في حلوق كل الاميركيين ، وهم يشاهدون سفيرهم يهرب من على سطح السفارة الاميركية ، بواسطة طائرة هليوكبتر ، ومقتل اكثر من خمسين الف جندي ، اضافة الى مئات الالاف من الجرحى ، والمعوقين ، الذين يذكرون بحماقة القوة الاميركية. اما المثال الثاني الذي يجسد ما اشار اليه فولبرايت ، فهو العدوان الاميركي الذي شنه بوش الابن على العراق وافغانستان ، بتحريض من المحافظين الجدد المتصهينين ، بعدما اخذت الادارة بمبدأ "الحرب الاستباقية" ، بعد احداث 11 ايلول ، ورغم القوة الهائلة فان ما يحدث في افغانستان ، يؤكد اننا امام فيتنام اخرى ، وان لا بديل امام واشنطن الا الانسحاب ، بعد ان ثبت وعلى مدى اكثر من سبع سنوات ، انها لم تستطع القضاء على طالبان ، ولم تستطع تحقيق الانتصار المطلوب ، وهذا ما حدث ويحدث في العراق ، وقد لخصه تقرير بيكر - هاملتون ، الذي اوصى الادارة بالانسحاب ، وفق خطة تحفظ ماء وجهها ، وهذا ما ترجم فعلا في الاتفاق الامني مع حكومة المالكي. وفي هذا السياق ، فان العدوان الاسرائيلي المستمر ، على الشعب الفلسطيني الاعزل ، وشن العدو حرب ابادة ، واستخدامه اسلحة محرمة ، يؤكد ما ذهب اليه فولبرايت ، ويؤكد ايضا ، ان الالة العسكرية الصهيونية الهمجية ، مها بلغت قوة تدميرها ، فلن تستطيع ان تفرض الهزيمة ، والاستسلام على هذا الشعب وعلى الامة العربية ، وهذا ما تأكد وعبر ستين عاما ، منذ تأسيس الكيان الصهيوني الغاصب ، على الارض العربية الفلسطينية ، حيث لم تؤد اكثر من مائة مذبحة ومجزرة ، اقترفتها عصابات الاحتلال ، كما يقول المؤرخ الفلسطيني سلمان ابو ستة ، وثماني حروب شنها العدو بمساعدة اميركا والغرب ، وباحدث الاسلحة ، واكثرها فتكا ، الى رفع الراية البيضاء. باختصار.. القوة الباغية تخلق اوهاما ، وتجر الى ارتكاب حماقات ، كما فعلت وتفعل اميركا واسرائيل ، ومحكوم عليها في النهاية بالهزيمة ، والفشل ، لان ارادة الشعوب ، وحقها في الحياة ، اقوى من كل الاسلحة ، واكثر مضاء.