قطع الرئيس السوداني عمر البشير، الذي عاد أمس من أديس أبابا بعد ختام قمة خاصة للإيقاد حول السودان، بعدم العودة للحرب بين شمال وجنوب السودان مجدداً. ووعد بالعمل على الإنفاذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل والعمل مع الحركة الشعبية حتى لو اختارت الانفصال. وقال البشير في فاتحة أعمال قمة مؤتمر الإيقاد الاستثنائي حول استفتاء جنوب السودان بأديس أبابا أمس "إننا نعلن أن الحرب ليست خيارنا سواء كانت نتيجة الاستفتاء الوحدة أو انفصال". وأضاف "سنعمل مع الحركة الشعبية في حال خيار الانفصال على بناء علاقات متميزة ومتينة مع الجنوب تشمل المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية". و يعقد "الأحد" المقبل اجتماعا للرئاسة بأديس أبابا بين البشير وسلفا كير بدعوة من رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي وبحضور رئيس لجنة رفيعة المستوى بالاتحاد الإفريقي ثامبو أمبيكي لبحث النقاط الخلافية بين الشريكين. وفي الوقت الذي اكدت فيه القمة دعمها للسودان والشريكين لتجاوز النقاط الخلافية باتفاقية السلام خاصة قضية أبيي المتنازع عليها، أكد البشير التزام حكومته بقرار لجنة التحكيم الدولية بشأن أبيي. وقال "إن الحكومة عند التزامها بقبول قرار المحكمة وهى أيضا ملزمة في أن يتمتع بالتصويت كل المقيمين بمنطقة أبيي دون أن يقتصر ذلك على مجموعة بعينها". واضاف " إن عملية ترسيم الحدود على الأرض ذات أهمية قصوى في استفتاء جنوب السودان"، مؤكداً أن ترسيم الحدود النهائي سيكون ضمانة إضافية لتحقيق سلام مستدام تجنب الدخول في صراعات ناجمة عنه. وأشار أن الحدود غير المرسومة لمعالم متفق عليها يمكن لها أن تفجر نزاعات بين الدول. وشكا البشير للقمة عدم جدية ممثلي الولاياتالجنوبية بلجنة ترسيم الحدود في تنفيذ العملية لأرض الواقع، وبعض العراقيل التي تصنعها بعض الجهات لعملية تسجيل الجنوبيين. واوضح انه منذ بدء عملية التسجيل للاستفتاء بدأت الشكاوى ترد من المواطنين بمناطق عديدة عن عدم قدرتهم على التسجيل نتيجة لعراقيل تصنعها بعض الجهات مما ادى إلى حرمانهم من الوصول إلى مراكز التسجيل. وأكد البشير أن الحكومة ستعمل على إتاحة الفرص كاملة لكل مواطن يحق له التصويت للوصول للمركز لممارسة حقه الدستوري وأستعرض في خطابه الظروف التي مر بها السودان منذ الاستقلال وسعيه لتحقيق السلام بتوقيع اتفاقية السلام 2005 وبقيام الانتخابات.