قبل أيام نقل أحد الصحفيين عن مندوب حكومة الجنوب بالقاهرة السيد فارمينا تصريحات حول منطقة ابيي وجاء فيها أن ابيي هي ملك لدينكا نقوك مع حقوق الرعي للمسيرية وأضاف أن السيد الدرديري محمد احمد فلاتي ولا يحق له الحديث عن ابيي وهذا التعليق يتصف بالجهل السياسي والعنصرية والقبلية التي أصبحت تعمي الحركة عن أي سلوك قومي راشد وذلك لان الدرديري لو كان فلاتياً كما زعم السيد فارمينا أو شايقياً أو هدندوياً فان ذلك ليس مجال نقاش لأنه يتحدث نيابة عن المؤتمر الوطني ولم يقل في يوم من الايام أنه يتحدث باسم قبيلة وأن كان هو في الحقيقة من أبناء المسيرية بالفولة ومما يدل على النظرة العنصرية والقبلية عند قيادات الحركة الشعبية أنهم ظلوا يتحدثون دوما باسم دينكا نقوك ولا يهتمون بحقوق المسيرية في ابيي ولو من باب المجاملة لأبناء المسيرية الذين انضموا للحركة في الفترات السابقة ولعل القصور السياسي الذي أصبح صفة ملازمة لتعاطي الحركة مع موضوع ابيي أنهم ظلوا يرددون أن المسيرية لديهم حقوق الرعي وليس لديهم حقوق المواطنة الكاملة بما فيها حق التصويت في الاستفتاء القادم ولا ادري ما هو المنطق الذي يجعل تلك الحقوق للدينكا ويحرم منها المسيرية مع أنهم جميعاً يعيشون في المنطقة ويحترفون مهنة الرعي؟ لذلك فان على قيادات الحركة الشعبية وخاصة الذين يمثلونها بالخارج ان يتعلموا كيف تتم مناقشة الأمور بواسطة رجال السلك الدبلوماسي بل على فارمينا أن يدرس سيرة السفير الدرديري منذ بداية مفاوضات السلام وحتى اليوم ليعلم ويتعلم كيف يقوم الدرديري بواجباته دون إساءة لأحد ودون شخصنة للقضايا القومية ودون انكفاء على نظرة عنصرية أو جهوية ومع كل ذلك فهو لا يتحدث الا عندما يكون الحديث مطلوبا والا فانه يقوم بأداء عمله والإحاطة بكل جوانب الملف مع مراعاة كل حقوق اهل المنطقة والحديث وفقا لنصوص برتوكول ابيي واتفاقية السلام الشامل وقد ظل يؤدي كل ذلك بمهنية واحترافية ودبلوماسية فائقة ظلت تكسبه تقدير واحترام كل من يتعامل معه أو يستمع أليه حتى من قيادات الحركة الذين لا يعجبهم العجب ولذلك جنحوا إلى تلك الدعاوي العنصرية لتبيين ضعفهم السياسي وقصور نظرتهم لقضايا الوطن. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 25/11/2010م