في الوقت الراهن لن تلتفت الحركة الشعبية مطلقا ًلمخاطر استضافتها ودعمها لحركات دارفور المسلحة .فانه الحركات الدار فورية المسلحة هم أيضا من جانبهم لن يلتفتوا كثيرا ًلهذه المخاطر .فالمعضلة في هذا الوقت هو إن الطرفين –متمردي دارفور والحركة الشعبية –في عجلة من أمرهما وشعور طاغي بأنهم لم يفعلوا شيئا حتى كاد إن يطلع النهار يطاردهم .غير إن الأمر لم يلبث إن يظهر في الأفق. فمن جهة أولي ستجد الحركة الشعبية إن حدودها مع الشمال طويلة وان حدود بهذا الطول تصعب حراستها ،وأي اختلال امني فيها يسّبب صراعاً حاداً في جوبا وليس ببعيد عن ذلك جيش الرب الذي اقلق الحركة الشعبية ولا يزال مع انه جيش عصابات في حين إن الحركة الشعبية جربت حرب العصابات وجيشها الشعبي –بحسب ما تدعي –مدرب عليها . من جهة ثانية ،فان حركات دارفور ليست كلها علي وفاق إذ أن ما بينها من نزاعات ومشاكل اكبر مما قد يقضي إلي وفاق خاصة وان حركة خليل لديها نزوع نحو الانفراد بالأمور ولا تحّبذ دائما إن يتقدمها احد ،ومن هذا المنحى فان كل من عبد الواحد وميناوي يعلمان إن خليل لن يرضي بان يكون محاذيًا لهم في القيادة وقد سبق لميناوي إن تذوّق مرارة الضرب من حركة خليل حتى كاد إن يهلك فصيله لولا تدخل الجيش الحكومي الذي استطاع إن يبعد شبح الفناء عن قوات ميناوي في مهاجرية بولاية جنوب دار فور العام الماضي . من جهة ثالثة ،فان الحركة الشعبية لها مطلوبات من حركات دارفور أهمها أنها تريدها إن تصبح حليفاً لها وهذا لن يتأتي في ظل النزعة الاستقلالية لحركة خليل وارتباط حركة خليل تنظيميا بحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور الترابي. من جهة رابعة فان هناك استحالة في إن تحقق هذه الحركات –علي الأرض –شيئاً ذي بال يجعل المعادلة لصالحها سياسيا وعسكريا إذ إن الشمال هذه المرة سوف يكون بكامله معبئاً ضد هذه الحركات لارتباطها بالحركة الشعبية . خامساً،فانه وعلي فرض نجاح التحالف ،إلا إن من الصعب إن تنجح عملية تغيير بالوسائل العسكرية وبالقوة وهو ما يستلزم الجلوس للتفاوض طال الزمن أم قصُر ومن ثم فإذا كان الجلوس للتفاوض أمرًا محتوماً فان إهدار الجهد والمال والسلاح ألان لا معني له علي الإطلاق . وهكذا فان الحركة الشعبية والحركات الدار فورية المسلحة لم يحسبوا حساب هذه العناصر الإستراتيجية المهمة ومن المؤكد إنهما سوف يصطدمان بهذه العناصر لعلهما يفوقان من هذه ألسكرّه الغاشمة !!