ما من شك إن احتمال فشل عمليات التسجيل في تحقيق العدد المستهدف للاستفتاء ،احتمال قائم ويصعب استبعاده .فبحسب قانون الاستفتاء سنة 2009م فان العدد المطلوب =وفقا لإحصائية سكان الجنوب وعدد المواطنين الجنوبيين في القطر كله –هو (5مليون ناخب ).وقد شهدنا كيف تعرقلت عملية تسجيل الناخبين الجنوبيين المقيمين في الشمال بحيث لم تتجاوز حتى ألان العشرة إلف أو زادت بقليل .وإما في الجنوب فان العدد الذي أمكن تسجيله حتى هذه اللحظة لم يتجاوز المليونين .ولو افترضنا إن بإمكان عمليات التسجيل في الجنوب إن تحقق معدلات اعلي في غضون ما تبقي من عمر فترة التسجيل فان أقصي ما يمكن إن تحققه وفق خبراء في الجنوب لن يتجاوز الثلاثة مليون ناخب ،وبالمقابل فان عمليات تسجيل الناخبين في الشمال هي أيضا بحسب ما يعتقد الناطق الرسمي باسم مفوضية جنوب السودان (آليو قرنق آليو )تستهدف تسجيل (500الف )ناخب فان مجموع ما سوف يسفر عنه التسجيل شمالا وجنوبا بالكاد ربما بلغ إل(3.500)أو علي أقصي تقدير فلنقل ((5مليون )ذلك إن هذا العدد البالغ 5مليون ناخب في مرحلة التسجيل هذه لن يكون هو العدد النهائي الصحيح والمراد من وراء عملية التسجيل ،فمن المؤكد إن العدد ربما يتقلّص إلي اقل من ذلك في فترة الطعون التي تعقب عملية إغلاق باب التسجيل وهي مرحلة مهمة وضرورية لتنقيح السجل وتنظيفه من أي أسماء غير صحيحة أو غير مستوفية لشروط الاستفتاء أو ليست جنوبية وفقا لما ينص علية القانون .ويقول خبير قانوني في الخرطوم إن من الممكن إن يصل العدد إلي النصف في ظل ما نعلمه من تساهل مفوضية الجنوب في عملية التسجيل وفي ظل وجود شبهات لمواطنين يوغنديين أو من كينيا أو أثيوبيا ربما دفعت بهم الحركة الشعبية لإكمال العدد المطلوب .ففي مثل هذه الحالات سيكون أمام الجميع التعامل مع هذا المأزق حيث سيكون العدد المسجل اقل بقليل من العدد المطلوب لعملية الاستفتاء وهي معضلة ربما تستعصي علي الحل وحتى لو أمكن حلها فهي ستكون بمثابة نقطة سوداء في جبين عملية الاستفتاء حيث يكون العدد الذي سيقرر مصير السودان هو اقل من عُشر سكان السودان واقل من ربع سكان الجنوب !!وتلك مفارقه كبري !!