أبدي المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء فى جنوب السودان (أليو قرنق أليو) إستغرابه من ضعف الأعداد التى أكملت تسجيلها فى السجل الانتخابي من مواطني الجنوب فى الشمال توطئة للمشاركة فى الاستفتاء المرتقب مطلع يناير 2011. وقال قرنق ان 9 ألف شخص فقط من بين 500 ألف مواطن جنوبي فى الشمال هم الذين سجلوا فقط حتى الآن ، وقال المتحدث لرويترز – الاثنين الماضي – أن هذا الأمر لا يصدق! و أجري قرنق مقارنة ما بين عدد الذين سجلوا حتى الآن فى الجنوب و البالغ عددهم بحسب ما قال (1.3مليون ) مواطن ، و ما بين 9 ألف هم الذين تسني إحصاؤهم فى سجلات الشمال. وما من شك ان الأمر بالفعل مثير للغرابة ، ولا يصدق، ولكن بالمقابل فهذا هو الواقع وقد ظلت الصحف السودانية و أجهزة الإعلام المختلفة المحلية و الدولية تشير الى هذا الوضع الغريب فى ظل معلومات تفيد بأن أعداد المواطنين الجنوبيين فى الشمال يقارب ال(2مليون) ، غير أن الناطق باسم مفوضية الجنوب لم يتعرض للأسباب الكامنة وراء هذا الضعف فى التسجيل فى الشمال، هو فقط اكتفي بإبداء استغرابه على الرغم من ان أدلة ساطعة أشارت الى ان أسباب ضعف العملية فى الشمال وراءها قيادات جنوبية ظلت تعمل على إرهاب مواطني الجنوب وتحريضهم على عدم الإقبال على التسجيل و هو أمر- و لفرط ثبوته - قالت به الأممالمتحدة نفسها ضمن تصريحات صادرة عن رئيس لجنة الأممالمتحدة المختصة بمتابعة مجريات الاستفتاء . ومن المهم هنا ان نعلم ان قرنق أشار فى ذات التصريح الى ان العدد المطلوب للمشاركة هو (5 مليون ناخب) وبالنظر الى ضعف عمليات التسجيل فى الشمال فى ظل تسجيل 1.3 مليون فى الجنوب حتى الآن فلربما ثارت مخاوف من إمكانية الوصول الى الرقم المستهدف لأن هنالك فترة طعون و تنقيح للسجل ،ربما يتقرر فيها إسقاط ناخبين بأحكام قضائية و من ثم يتراجع عدد المسجلين ويصبح من غير الممكن إجراء الاستفتاء بعدد دون المطلوب . و الواقع ان هذه واحدة من الأمور التى تجاهلتها الحركة الشعبية ضمن تكتيكاتها بمنع مواطني الجنوب فى الشمال من التسجيل فالذين يجري تسجيلهم الآن فى الجنوب ربما لن يكونوا مستوفين للشروط ،و ربما تأثر عددهم عقب فترة الطعون فى ظل اتهامات تثور عن إقحام أسماء لمواطنين غير جنوبيين ، ربما ينتمي بعضهم لدول مجاورة .و على أية حال فان العملية ربما تأتي بنتائج عكسية لا يريدها أحد و تضطر الحركة الشعبية حينها لعض بنان الندم جراء ما اقترفته فى حق نفسها و إقليمها الذى قررت انتزاعه انتزاعاً من دولة السودان الموحدة !