اتهم الدكتور عبد الرحمن إبراهيم الخليفة أحد مهندسي اتفاقية نيفاشا نقيب المحامين الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب باتخاذ مواقف تنم عن النفاث إزاء قضيتي الوحدة والانفصال أن الولاياتالمتحدة ظلت تدعم علنا وسرا الانفصال رغم التقارير المكتوبة التي تؤكد أن الدولة الوليدة هناك حال الانفصال ستكون أول دولة يتم فيها التطهير العرقي. وأوضح د. الخليفة في ورشة عمل الاستفتاء ومستقبل السودان التي نظمتها كلية القانون بجامعة الخرطوم أمس الأول، أن الوحدة أو الانفصال أمر من الخطورة بمكان ولكنه لا يحتمل التهريج على الإطلاق . وأضاف في الجلسة المسائية للورشة أن كل العهود والمواثيق التي تمت صياغتها بنيفاشا تعلي من شان من الوحدة وتجعلها التزاما وتعتبر أن تخلي أي طرف عنها مواقفا غير أخلاقي ونقضا للعهود، وأبان ان مرجحي الوحدة يدركون تماماً أن للحرب ثمنا باهظا وان الانفصال يشكل تحدياً هائلاً ليس للجنوب فحسب، وأكد أن الوحدة تمنح فرصا لأهل الجنوب أكثر من الانفصال، ومضي قائلاً (إذا كان البعض يعتبر أن التنوع سيكون مدعاة للانفصال فان ذلك سيكون مؤشراً خطيراً على الجنوب نفسه لأنه ليس جسماً متجانساً، وأضاف (أن هذا سيكون مدعاة أيضاً للانفصال هناك). وأشار في الورشة إلى أن الجنوب في حال الانفصال سيواجه إشكالات كثيرة داعياً لمعالجتها وهي تفشي الفساد والقبلية والمحسوبية والنظرة الاستعلائية ومحاولة هيمنة قبيلة واحدة هناك. وأكد أن الانفصال سوف يشكل آفة للجنوب وأن من شانه أن يولد دولة فاشلة هناك. وأشار إلى أن المبعوث الأمريكي الجنرال قرايشن أعلن أمامه بان الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست على استعداد لدعم كامل لاقتصاد الجنوب. على سياق متصل أوضح الدكتور عبد الرحمن إبراهيم الخليفة أن الانفصال ليس بالبساطة التي يحاول أن يصور بها البعض حال شمال الجنوب بعد ذلك بأنه سيتحول الى جنة مؤكدا أن الشمال لن يكون كذلك اذا انفصل الجنوب، وأوضح (لا يمكنك أن تتخلص من جزء منك ببتره)، وأكد أن الاستهداف الدولي لن يتوقف. خارطة التحالفات ومن جانبه قال الدكتور حسن حاج علي في الجلسة الليلية للورشة أن خارطة التحالفات سوف تتغير اذا وقع الانفصال، وأبان ان دولة الجنوب الوليدة سوف تكون جزءاً من تجمع دول شرق أفريقيا. وأشار في الصدد إلى أن الصادرات اليوغندية للجنوب أصبحت تمثل 12% كما أن تجارة كينيا ارتفعت إلي (12) مليون شلن مع الجنوب، وتوقع أن تقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية بفرض ترتيبات أمنية على دول المنطقة لكنه استدرك بالقول بان الجنوب يمكن أن يرتبك اقتصادياً مع تلك الدول إلا أن مصالحه خاصة فيها يتعلق بالبترول ستجعله ينسق مع الشمال لان تأمين النفط يتطلب ذلك. وأشار الدكتور حسن حاج علي في سياق حديثه الى ا، خروج الحركة الشعبية من اللعبة السياسية في الشمال سيكون له تداعيات على القوى السياسية المعارضة التي يتطلب الأمر أن تقوم بترتيب أوراقها. كما واشار الى أن قطاع الشمال بالحركة سوف يعترية الضعف وان هذا يعني بان القطاع لن يكون مؤثراً وتوقع استمرار هيمنة المؤتمر الوطني على الحياة السياسية في الشمال الى حين قيام انتخابات جديدة. وأشار إلى أن دول الصين تحبذ وحدة السودان لضمان عدم تأثر مصالحها في مجال البترول ولكنها في نفس الوقت تعمل على إعادة حساباتها بالرغم من أن الخيار الأساسي لها يكمن في استمرار الوحدة. وأوضح الدكتور حسين حاج علي إلى أن موقف الاتحاد الأوروبي شبيه بالموقف الصيني. وأكد ان دولة الجنوب سوف تكون دولة للمنظمات الطوعية غير الحكومية، مبيناً أنها ستؤثر على الأوضاع هناك بجانب الكنسية. أداء متواضع:- وقال الدكتور حسن حامد مشيكة أن وحدة السودان مدعومة نظرياً في اتفاقية السلام الا أنها جوبهت بتحديات عديدة، وأشار إلى أن أداء المؤتمر الوطني في جنوب السودان لم يكن بالشكل المطلوب بكل كان متواضعاً. وأشار إلى أن المؤتمر الوطني يبرر ذلك بعدم حصول حكومة الوحدة الوطنية على التعهدات المالية التي أعلن المانحون استعدادهم لتوفيرها لمساعدة عملية السلام في السودان وهو ما أدي إلى عدم تنفيذ مشروعات كبيرة هناك، وأشار أيضاً إلى فشل المؤتمر الوطني في اختراق قيادات الحركة الشعبية في الجنوب والتحاور معهم من أجل حثهم على تغليب خيار الوحدة. وأوضح الدكتور مشيكة أنه كان بإمكان المؤتمر الوطني إقناع الانفصاليين بمضار الانشطار خاصة وأن نسيج الوحدة التراكمي لم يتآكل رغم ما حدث من مرارات. وأكد الدكتور مشيكة أن مستقبل الدولة المنتظرة في الجنوب سيكون قاتماً، مبيناً أن مؤشرات ذلك بدأت واضحة في نشاط بعض المليشيات القبلية كما يحدث الآن في ولاية جونقلي. مفوضية الإيرادات:- ومن جانبه قال البروفيسور عوض السيد الكرسني أن هناك من يبحثون عن (كباش) فداء لتحميل مهندسي نيفاشا وزر الانفصال اذا وقع. وأشار البروفيسور الكرسني الذي تحدث معقباً على أوراق العمل التي قدمها د. حسن حاج علي والدكتور عبد الرحمن الخليفة والدكتور مشيكة، أن نيفاشا أطرت لسودان جديد، مبيناً اننا ورثنا دولة قانونية من الاستعمار لكنها لم تكن راسخة، مبيناً أن السودان لم يتطورا طبيعياً. وأشار إلى أن هناك مراحل عديدة قد اختزلت. وأكد أن الاتفاقية أصيبت في مقتل منذ وقت مبكر عندما عمدت الحكومة إلى إلغاء مفوضية تقسيم الإيرادات. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 2/12/2010م