يوم الاثنين الماضي لم يكن يوماً للشغب وحده وإنما للشعب أيضاً. فقد أنهت مراكز التسجيل في اليوم أشغالها وسط إقبال كبير ارتفع بالعدد إلى أربعة عشر مليون شخصاً أو نسبة 70% وهي نسبة يشار إليها بالبنان عالمياً. وهذا يعني مدى استجابة الشعب للعملية الانتخابية خصماً على (الشغب) تمرين أحزاب ملتقي جوبا الأول كما قال الأستاذ نقد لصحيفة الأحداث بالأمس. وزعم ما أفاد به الأستاذ نقد في الحوار الصحفي المذكور فان الدكتور الترابي – فيما كشفت أحداث الاثنين – يركب الآن مع السيد باقان (مركب الشغب) ليصل بها إلى البر الذي يريده. وهو سلوك ليس غريبا عليه وهو الذي سبق له أن وقع مع الحركة الشعبية وقد كانت تحمل السلاح يومئذ (تفاهم جنيف) فالرجل منذ قرارات رمضان 1999م جعل من الخروج على الثوابت الدستورية والوطنية أداة للوصول إلى أهدافه. وقد وجد أخيراً في ملتقي جوبا في سبتمبر الماضي نقطة لقاء وشراكة في الأهداف مع الحركة الشعبية التي أصبحت دارها في الخرطومالدار البديلة له ولمن بقي معه من رموز حزبه الذين كان آخر من غادرهم الشاعر والناشط الإسلامي المعروف محمد عبد الحليم مسجلا مبررات فراقه ومغادرته في كتاب صدر له بعنوان (الرد المبين..!). ونتصور هنا أن (الشغب) الذي جعل الشيخ من اللجوء له بديلا (الشعب) أو صندوق الانتخابات ستكون له توابعه ومردوداته غير الايجابية بالنسبة للرجل وحزبه ومن بقي معه من قياداته. وكيفما كان الحال فان ميل الأغلبية من الشعب السوداني إلى صندوق الانتخابات أداة للتغيير ينطوي على كثير من الحكمة. فالخيار المتاح اليوم للتغيير والمرغوب به عالميا هو اللجوء إلى (الانتفاضة الانتخابية) التي تحقق الغرض وتنأى بالبلاد عن طريق المخاطر وغيرها من المغامرات غير المحسوبة. اذ منذ ثورة أكتوبر 1964م وانتفاضة رجب – ابريل 1985م مرت سنوات طويلة وعقود تبدلت فيما التركيبة المجتمعة والسياسية. ومن يحسبها (صح) يلجأ إلى الانتفاضة الانتخابية وليس ما سواها من انتفاضات حيث كل زمان بآلياته ووسائله لتحقيق الأهداف .. وعليه نقول: نعم للشعب ولا للشغب ..! نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 9/12/2009م