وأمس الأول لما كان قادة التجمع في الخرطوم في منزل فاروق أبوعيسى - وكان الحديث حول قضية أبيي والمسيرية - كان شباب يغزون بعض احياء العاصمة يشترون شيئاً صغيراً جداً من المواطنيين الجنوبيين . يشترون بطاقات التسجيل للإستفتاء . قبلها كان أوكامبو يطلق تصريحاً ضد السودان . وأحاديث لا يجمع بينها شئ .. كلها سطور في رواية واحدة (المؤامرة لفصل الجنوب .. ثم اشعال الحرب ضد الخرطوم). والحركة الشعبية بمايختزن في جمجمتها من ذكاء تنهب بطاقات تسجيل الجنوبيين .. حتى اذا وقف وحدوي أمام موظف الإستفتاء ليدلي بصوته دون بطاقة اعترض إنفصاليو الحركة الشعبية .. حتى اذا اجابه المواطن الوحدوي بأن طال ما إسمه موجود في كشف التسجيل والبطاقة غير ملزمة إنفجر الجدال .. و.. والجدال ينفجر يومئذ في خمسة .. عشرون .. خمسين مركز .. ليشتعل كل شئ ثم معركة إعلامية ثم غير إعلامية .. ثم مسلحة..!! حتى بعض الولايات الشمالية انتظمتها خطة شراء البطاقات هذه. ثم يمنع أي مواطن جنوبي في الشمال وحدوي من الإدلاء .. ليقع كل شئ. ولما كان شراء البطاقات يموج في الخرطوم .. وينجح في مناطق الفتح واحد الحاج يوسف الصالحة الشقلة المربعات الكلاكلات سوبا الحلة الجديدة وغيرها .. كانت احزاب جوبا التي تقرأ ما كتبناه هنا امس تجد ان السيناريوهات السابقة لإيقاظ الفتنة تفشل بكاملها. .. أحداث زالنجي .. إستضافة الحركات المسلحة بجوبا .. وإعلان فاقان تأجيل الدروة المدرسية .. وخطرفات أوكامبو... و .. و.. ألف معركة جميعها تصاب فيها بالصرعة. وأحزاب جوبا هناك عند الحديث – من تحت جنازتها - عن معركة مسلحة تغلق الابواب جيداً .. ثم تتحدث بلسان متعلثم عن معركة القوات المسلحة وفلول مناوي في الأيام الماضية. مخابرات قوى جوبا والحركة كلها ينظر من خرم أحداث الاسبوع هذا فيجد ان الدفاع الشعبي يعلن عن جاهزية ( 125000) مجاهد وأن القوات المسلحة بمعسكر عثمان دقنة تحتفل في ( كرساقو ) .. و.. والرسالة فحواها مفهوم .. خصوصاً حين يتحدث الدفاع الشعبي عن جاهزية قواته التي يعلم الجميع شعارها ( أما نصر أو شهادة ). وتجمع جوبا الذي يجد ان الوطني سم من لعقه قتله يشرع في إعداد مخططات بارعة جداً . منها .. إرسال إشارة إلى المسيرية بأن الوطني لايخدم قضيتهم. ثم مؤتمر معركة مسلحة تشترك فيها الجيش الشعبي والحركات المسلحة. و ..و. وحتى يكون معلوماً ما يرنو إليه تجمع جوبا تهرول الخطط لتحدث بضرورة ان. : إعلان السودان دولة علمانية .. ثم إشعال فتيل الحرب في أبيي .. ثم تسليم البشير للمحكمة الجنائية .. و.. و.. وما الذي يحدث ان لم يركع الوطني تحت أقادم المعارضة ويطلب العفو والصفح ؟! ما يحدث هو ايقاظ الفتنة بين جنوبيو الحركة الشعبية وجنوبيو المؤتمر الوطني واسلوب العراك حول البطاقات هو وسيلة واحدة من الآساليب. والوطني حتى الآن ينظر بعيون ناعسة ويتحدث بلسان حلو. ومفوضية الإستفتاء لعلها تصدر في الايام القليلة القادمة مرسوماً يحدد ما اذا كانت بطاقة التسجيل شرطاً للتصويت في الإستفتاء ام ان السجل هو الشرط. نقلاً عن صحيفة الرائد 13/12/2010م