تنطلق عمليات الاقتراع لتقرير مصير جنوب السودان عند الثامنة من صباح اليوم وسط ترقب واسع من المجتمع الدولي والإقليمي وآمال عريضة للمواطنين الجنوبيين أن تأتي النتيجة بما يرضي طموحاتهم وأشواقهم، خاصة الدعوة الصريحة للانفصال وإقامة الدولة الجديدة التي بات علمها ونشيدها الوطني جاهزين، بالإضافة إلى أن الكل في أنظار صافرة البدء والقلوب أكثر لهفة وهي تترقب انقضاء مرحلة التصويت وإعلان النتائج تباعاً. وأعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان عن جاهزيتها لانطلاق الاقتراع للاستفتاء حول تحديد مصير جنوب السودان بتوجه نحو 3,900,916 مليون ناخب جنوبي لصناديق التصويت بكل ولايات السودان وثماني من دول الخارج، وتستمر مرحلة الاقتراع حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، وفي الإثناء لقي 4 من منسوبي الجيش الشعبي مصرعهم بولاية الوحدة قبل يوم من اجراء الاستفتاء على يد احد المنشقين، فيما قطع المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الفريق محمد عطا المولي أن الأجهزة الأمنية ملتزمة بحماية وتأمين الاستفتاء والحفاظ على سلامة المواطنين بالشمال والجنوب، وقالت وزارة الداخلية أن الترتيبات اللازمة لتأمين عملية الاستفتاء والانتشار الشرطي بكافة ولايات السودان اكتملت، مطمئنة المواطنين بأن الأوضاع هادئة بفضل عمليات التامين. المفوضية تعلن الصافرة اليوم:- البروفيسور محمد إبراهيم خليل رئيس المفوضية قال في المؤتمر الصحفي الذي نظمته المفوضية أمس بفندق السلام روتانا أن الترتيبات اكتملت لانطلاق عملية الاقتراع . وأوضح أن المفوضية قامت بإكمال مرحلة التسجيل حيث تم تسجيل 43,753,815مليون ناخب جنوبي، فيما بلغ عدد المسجلين بولايات الشمال نحو116,860، وفي خارج السودان نحو 60,241 ألفاً، مشيراً الى تجهيز ثلاثة آلاف مركز للاقتراع بداخل وخارج السودان يشرف ويقوم بالعمل بالمراكز 9 آلاف موظف. خليل أشار إلى أن تأخر أجازة قانون الاستفتاء وتشكيل مفوضية الاستفتاء قد أدي إلى تقليص الفترة المحددة لعملية الاستفتاء حسب القانون من 42 شهراً الفترة المحددة إلى تنفيذها خلال أشهر قليلة محدودة نسبة لأن تشكيل المفوضية جاء قبل خمسة أشهر فقط، مضيفاً أن رؤيتهم كانت أن يتم إعطاؤهم الوقت الكافي لإكمال متطلبات العملية لكن الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية أصرا على قيام الاستفتاء في موعده وأن يكون الاقتراع في التاسع من يناير مما وضع المفوضية في تحد تقبلته بروح المسؤولية الوطنية، وأوضح أن تقديم 64 طعناً فقط في مرحلة التسجيل يؤكد أن العملية مرت بسلام وكما أن هذه الطعون تم النظر فيها من قبل اللجان المختصة بالاستفتاء ولم تذهب أي شكوى إلى دائرة الاستئنافات بالمحكمة. ووجه البروفيسور خليل انتقادات حادة لوسائل الإعلام وبعض الجهات قال أنها شوشت على الرأي العام السوداني، خاصة في ما يتعلق بالطعون لدي المحكمة الدستورية، داعياً الى أهمية استشعار القيم الوطنية والمسؤولية الاجتماعية تجاه الشعب السوداني. من جانبه قال الفريق شرطة طارق عثمان عضو مفوضية استفتاء جنوب السودان أن المفوضية غير مسؤولة عن ترجيح خيار الجنوبيين، مؤكداً أن دورها ينحصر في ترتيب الأجواء المناسبة لقيام الاستفتاء بعيداً عن أي تأثيرات على خيار المواطن الجنوبي. سلفا يناشد بأخذ القرار بشكل سلمي:- قال رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت أن الاستفتاء ليس نهاية المطاف بل هو بداية مرحلة جديدة). وتابع ((لم يبق لدينا سوى بضع ساعات لنأخذ أهم قرار في حياتنا والأكثر حيوية)). وأضا ف ((أناشدكم جميعاً أن تأخذوا قراركم بشكل سلمي لأننا على وشك الانتهاء من تنفيذ المسيرة الطويلة لاتفاق السلام). وتابع الزعيم الجنوبي ((من جهتنا كحكومة جنوب السودان أعدكم بأجواء من الهدوء والأمن وانتم تمارسون حقكم الديمقراطي لتحديد مصيركم استناداً إلى خيار حر. استقرار الحالة الأمنية:- الفريق مهندس محمد عطا المولي عباس المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات جدد التزام الأمن بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى على إكمال عملية الاستفتاء لحق تقرير مصير جنوب السودان في أجواء مستقرة ومطمئنة، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية ملتزمة بحماية وتأمين الاستفتاء والحفاظ على سلامة المواطنين بالشمال والجنوب. وقال عطا أن الأوضاع الأمنية بكافة أرجاء البلاد والجنوب تشهد استقرار كاملاً ولا توجد مؤشرات مقلقة بشأن الأمن. اللواء شرطة أحمد أمام التهامي رئيس لجنة تامين الاستفتاء أوضح أن قوات الشرطة تقوم بدورها في مجال تقديم الخدمات والمرور وتأمين البعثات الدبلوماسية والمواقع الإستراتيجية، مشيراً إلى أن كل الولايات أكدت جاهزيتها لتسهيل وصول المواطنين الجنوبيين لمواقع الاستفتاء لممارسة حقهم الدستوري الذي كفلته لهم اتفاقية السلام الشامل وأضاف : (سنسهل عملية ترحيل المواطنين الجنوبيين إلى مراكز الاقتراع وسيجدون منا كل التعاون). المراقبة تنشر منسوبيها:- تفيد بيانات المفوضية أن بعثة الاتحاد الأوروبي برئاسة فيرونيك دي كيسير تضم عدداً من الخبراء والمحللين والمراقبين، وجاءت البعثة لمراقبة عملية الاستفتاء بدعوة من قبل الحكومة ومفوضية استفتاء جنوب السودان لتباشر مهامها في الشمال والجنوب حتى إعلان النتيجة النهائية للاستفتاء. من جهتها أكدت جامعة الدول العربية التي تشارك بأكثر بعثة مراقبة لعملية الاستفتاء. حرصها على أن تتم العملية بحرية ونزهة، معربة عن أملها بأن يتحقق الأمن والاستقرار في السودان وتشارك هذه البعثات العربية بعثات من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي إلى جانب هيئات ومنظمات المجتمع المدني. مسئولو مفوضية يزورون المراكز:- قام مسئولو مفوضية استفتاء جنوب السودان بجولة ميدانية على عدد من مراكز الاقتراع بولايات السودان الشمالية، للوقوف على الاستعدادات الجارية لبدء عملية اقتراع المواطنين الجنوبيين، ودعا السفير محمد عثمان النجومي، ا لأمين العام للمفوضية، الجميع إلى ممارسة حقهم ((الدستوري، وأشار النجومي الى انه يلزم مشاركة 60% من الناخبين المسجلين في الاستفتاء كي يكون صحيحاً، ونوه بإصرار المفوضية لائحة لتنظيم عملية الإدلاء بالأصوات وفرزها وإعلان النتائج في الاستفتاء، تنص على مباشرة عد أصوات الناخبين في أي من مراكز الاقتراع فور إعلان إغلاق بابا التصويت، من جاب موظفي المفوضية القائمين على العملية على أن ذلك في نفس المركز الذي أجرى فيه الاقتراع. وستعلن النتيجة داخل المركز، ويتم بعد ذلك تجميع كل نتائج المقاطعات لتعلن كولاية، ومن ثم ترفع النتائج الأولية لمفوضية استفتاء جنوب السودان التي تقدم بدورها إلى رئاسة المفوضية في الخرطوم لإعلان النتائج النهائية. وأوضحت مفوضية الاستفتاء أنه يجوز الطعن في النتائج الأولية أمام المحكمة المختصة خلال ثلاثة أيام وتفصل المحكمة في الطعن خلال أسبوع حسب قانون الاستفتاء، وفي نهاية هذه العملية تعلن مفوضية استفتاء جنوب السودان النتيجة النهائية والرسمية للاستفتاء في الخرطوم، علما بأنه يجب إعلان النتيجة النهائية في فترة أقصاها 30 يوماً من تاريخ انتهاء الاقتراع. نقلاً عن صحيفة الوفاق 9/1/2010م