وقف الرئيس المصري حسني مبارك أمس على تطورات الاوضاع الامنية في البلاد، خلال زيارته لمركز عمليات القوات المسلحة، في وقت أمربتعيين محافظين جديدين للوادي الجديد وشمال سيناء. وعرض التلفزيون المصري الرسمي للمرة الأولى امس صوراً للرئيس المصري حسني مبارك في أول نشاط علني له منذ بدء الاحتجاجات في مصر. وبث التلفزيون صوراً لزيارة مبارك لمركز عمليات القوات المسلحة، بالإضافة إلى اجتماعه مع نائبه اللواء عمر سليمان ووزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان. وكان مبارك ظهر في تسجيل مباشر ليل يوم الجمعة الماضي عقب إقالة حكومة رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف، وأعلن تعيين سليمان كأول نائب له منذ توليه السلطة، وتكليف وزير الطيران المدني أحمد شفيق، بتشكيل حكومة جديدة. من جهتها قالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية ان مبارك تفقد مركز عمليات القوات المسلحة المسؤول عن عمليات الامن. في الوقت نفسه قالت الوكالة ان «مبارك اصدر قرارا جمهوريا امس بتعيين اللواء أركان حرب جمال امبابي قائد الجيش الثاني الميداني محافظا للوادي الجديد واللواء أركان حرب عبد الوهاب السيد مبروك قائد قوات حرس الحدود محافظا لشمال سيناء». نفي دبلوماسي الى ذلك افادت صحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية امس أن دبلوماسيين مصريين في لندن نفوا وصول عائلة الرئيس حسني مبارك إلى العاصمة البريطانية. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من هذا النفي، تواترت روايات مختلفة وذكر في موقع على شبكة الانترنت أنه شوهدت سوزان زوجة الرئيس مبارك وهي تتسوق في مخازن سيلفريدجز في شارع أوكسفورد وسط لندن، كما ذكر مصريون يعملون في مجال نقل بضائع المسافرين في مطار هيثرو القريب من العاصمة البريطانية أنهم شاهدوها في المطار. واشارت الصحيفة إلى أن سوزان مبارك ولدت في صعيد مصر عام 1941، لكن والدتها ليلي ماي بالمر كانت ممرضة من ويلز وتزوجت من الطبيب المصري صالح ثابت عام 1934. واضافت الصحيفة ان وزارة الخارجية البريطانية «لم تؤكد ما إذا كانت سوزان وابناها جمال وعلاء يحملون جوازات سفر بريطانية، لكن الأسرة لديها أقارب في بريطانيا وتزورها بانتظام، وكان جمال البالغ من العمر 47 عاماً عاش في لندن وعمل في البداية في مصرف (بنك أوف أميركا) قبل أن يؤسس عام 1996 شركته الاستثمارية (ميدإنفيست أسوشييتس)». وذكرت أن «جمال عاش في منزل من خمس طبقات في منطقة نايتسبريدج الفاخرة وسط لندن وبالقرب من مكاتب شركته الاستثمارية». بداية التغيير في هذه الاثناء تغيرت لهجة الصحافة الحكومية المصرية صباح امس بشكل واضح عما كانت عليه حتى السبت، وتحدثت عن بداية «التغيير»، كما هاجمت امين تنظيم الحزب الوطني الحاكم، الذي كان يعد قبل ساعات قليلة الرجل الثالث في نظام الرئيس حسني مبارك. وعنونت صحيفة الجمهورية التي اعتادت توجيه انتقادات حادة للمعارضين المصريين «بدأ التغيير». اما صحيفة الاخبار الحكومية فكتبت في صدر صفحتها الاولى «سقوط احمد عز». واضافت «خربها واستقال». وقالت الصحيفة «يعتبر البعض ان عز احد اسباب اثارة الجماهير بقراراته وسياساته داخل الحزب الوطني». ونقلت عن الامين العام للحزب الوطني صفوت الشريف ان «قبول استقالة احمد عز تأتي في مقدمة قرارات اصلاحية اخرى سيتخذها الرئيس مبارك لتطوير الاداء داخل الحزب الوطني بما يتماشى مع متطلبات ورغبة الجماهير». الجيش المصري يتسلم مبنى وزارة الداخلية تسلم الجيش المصري امس مبنى وزارة الداخلية والقى القبض على عدد من القناصة كانوا فوق سطح المبنى. ولم يعرف على الفور ما اذا كان وزير الداخلية السابق الحبيب العادلي داخل المبنى، حيث كان قد تردد انه تم اخراجه من هناك. وكانت ذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان العادلي الذي غاب عن الانظار الى حد بعيد في الايام الاخيرة التقى بمسؤولين كبار امس لمناقشة الوضع الامني. وقال التلفزيون المصري ووكالة انباء الشرق الاوسط ان العادلي التقى بوزير الدفاع محمد حسين طنطاوي ونائب الرئيس عمر سليمان. الى ذلك قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية ان الجيش المصري الذي بني بمئات مليارات الدولارات الأميركية، يواجه أكبر اختبار له منذ عقود، ويمنح المسؤولين الأميركيين الفرصة لمعرفة ما إذا كانت استثماراتهم ساهمت في بناء مؤسسة متماسكة اجتماعياً أو مؤسسة مستعدة لتتحول إلى معارضة للحكومة. وقالت الصحيفة ان الجيش المصري الذي «بني بمئات المليارات من التكنولوجيا والتدريب الأميركي من أجل خوض حرب دبابات كبرى والحفاظ على مستوى معيّن من التكافؤ مع إسرائيل المجاورة»، انتشر في مهمة كبرى هي الحفاظ على النظام الأمني في البلاد تحت أنظار المسؤولين الأميركيين الداعين إلى ضبط النفس. وأضافت ان وصول الدبابات والجنود إلى شوارع القاهرة بدا انه يهدئ الوضع المتوتر ويقدم إشارة على ان الجيش المصري سيلعب دوراً رئيسياً في محاولة البلاد الخروج من الأزمة. ولاحظت ان الجيش بدا السبت متعاطفاً مع حشود المتظاهرين. نداء مثقفين من ناحية اخرى دعا مثقفون مصريون في بيان موجه الى القوات المسلحة، الجيش الى مساندة الشعب. وقال البيان «نناشد رجال القوات المسلحة مساندة الشعب وتمكين الارادة الشعبية من الوصول بمطلب التغيير الدستوري الشامل لبر الامان من اجل مستقبل ابنائنا ومستقبل هذا الوطن». وخاطب المثقفون «ابناء مصر الابرار» الذين «يعرفون كرامة الدم الذي يراق فداء لهذه الارض». وقالوا «انتم في طليعة من يضحي بدمه من اجل ان تعيش مصر واجلالا لدماء شهداء هذه الثورة ستقفون مع شعبكم لتحقيق طموحه في العيش الكريم في دولة نعتز بها جميعا لا يسيطر فيها رأس المال على الحكم ولا ترتهن ارادتها للأجنبي». واكد ان «افراد الجيش يألمون لما يحدث في مصر كما نألم ويأملون لمستقبلها كما نأمل، وتعرفون اكثر منا ان كل تأخير وكل استمرار لهذا الحالة الضبابية من شأنه ان يعرض مصر لمخاطر اعظم». المصدر: البيان 31/1/2011