والمظاهرة الحقيقية كانت ممتعة جداً وأحدهم ينظر إلى المظاهرة التي تخرج مساء أمس الأول من جامعة الخرطوم ثم يصيح ساخراً: فضحتونا..!! هسع ناس تونس والقاهرة كان شافوكم يشرطوا وشنا..!! وآخر ينظر إلى المظاهرة ثم يتغنى ساخراً: أهييييييي الليلة العديل والزين. ثم يطلق زغرودة.. المظاهرة لم تكن أكثر من سيرة بناتية من بضع مئات. وضابط شرطة يوجز تقريره الرسمي بقوله: البنبان بتاعنا مشى ورجع بي صمة خشمو!! ومعركة (الفيس بوك) التي اشتعلت بين الجهتين حيث اشترك الإنقاذيون وغيرهم فيها.. وكان أحدهم حين يتلقى رسالة للخروج صباح المظاهرة يجيب المرسل بقوله : اطلع انا .. وانت قاعد ورا الكمبيوتر بتاعك.. مش كدا (2) صباح اليوم التالي للمظاهرة كانت العيون / هازلها وجادها/ تنطلق في حوار قال: ناس المظاهرة شافوا الناس مندمجين مع مظاهرات مصر، واعتقدوا أن الحماس سوف يدفع بالناس للخروج معهم؟ قال: للتغيير؟ قال: نعم. قال هذا: لسوء الحظ.. في الأسبوع الماضي فيلم انجليزي عن هنري الثاني ملك انجلترا كان الملك ينظر فيه الى اخيه الابله ويقول: يا أخي.. وجودك يضمن لي حياتي بقوة. والأخ يسأل: كيف؟ والملك يقول: الناس سوف يحرص كل واحد منهم على عدم قتلي، وذلك حتى لا يحكمهم أبله مثلك بعدي. الانقاذ الآن الضامن الأعظم لبقائها هو أن من يخلفها ان سقطت هو الجماعة ديل!! وعجوز تقول: أها.. سقطناهم.. البعدهم منو؟ في المساء كان اللقاء السري لتقييم المظاهرة يتساءل في بؤس عن: لماذا لم يخرج معنا أحد؟ بل ما الذي جعل المواطنين يضربوننا. قال: الذي ضربنا هو الأمن في ملابس مدنية وليس المواطنين. قال: إذن لماذا لم يشترك معنا أحد من الشارع كله. آخر قال وهو يشير إلى ملاحظة غريبة: هل لاحظتم أن المواطنين الذين طاردونا كانوا يضربون الجنوبيين بالذات؟ قال آخر.. الحركة الشعبية قطعت مصارين الناس هنا. قال آخر: جامعة أم درمان الإسلامية تظاهرت لكن بقية الجامعات لم يتحرك فيها أحد. لكن حديثاً دقيقاً كان ينطلق من جامعة أم درمان الإسلامية ذاتها ليجد أن: الذين تظاهروا في جامعة أم درمان الإسلامية هم من طلاب تمرد دارفور.. والذين انطلقوا معهم في بداية الأمر تراجعوا حين وجدوا هؤلاء يبدأون المظاهرة بإحراق عربة إسعاف وممتلكات الجامعة. وإن الذين حاولوا إشعال الجامعات هناك وفي جامعات أخرى كانوا ممن تجمعهم صفة معينة. اللقاء يجد أن مجلس الوزراء كان في العام الماضي يناقش قضية سرية جداً وهي ظاهرة/ جهة ما/ تلحق عدداً من طلاب دارفور طلاب التمرد من دارفور والشرق وغيرها.. بجامعات الخرطوم بشهادات مزورة. والمجلس يغلق الملف بقوله: الجفلن خلهن أقرع الواقفات واللقاء يلاحظ أن الطلاب هؤلاء .. طلاب الشهادات المزورة.. هم ومن دون الآخرين.. من أطلق المظاهرات. في مكان آخر كان اللقاء يلاحظ في سخط أن ظهور علي الحاج في تلفزيون ال «بي. بي. سي» وتهنئته للمظاهرة، كشف حقيقة المظاهرة.. وحقيقة أنها تتغطى بمطالب الناس.. تخفيض الأسعار.. لأهدافها الأخرى تماماً. و... ولقاء آخر يعيد الجملة ذاتها التي انتهى بها لقاء التجمع في أركويت.. مساء مظاهرة الفتاة المجلودة. لقاء التجمع يومئذٍ ينتهي بحقيقة أنه: لم نفعل شيئاً أكثر من أننا فضحنا حقيقة ضعفنا. ولقاء مظاهرة أمس الأول في الحاج يوسف كان يصل إلى النتيجة ذاتها. واللقاء الأخير يصل إلى حقيقة أنه: أردنا استغلال مظاهرة مصر لصالحنا.. ونسينا أنها يمكن أن تكون على الجانب الآخر تماماً، وأن الناس لن يشعروا بوجودنا أصلاً.. كيف يشعر الناس بقيمة مظاهرة من مائة شخص وهم ينظرون إلى مظاهرة من مليون شخص. وآخر يصيح فضحوتنا..!! آخر يقول للحاضرين: تريدون نموذجاً مصرياً؟ لا تنسوا أن من يدير الملايين الهائجة الآن في مصر ويقود التنظيم الدقيق للمظاهرات، هم الإخوان المسلمون، مع أنهم ليسوا حكومةً، والجماعة ديل في الخرطوم هم أيضاً إخوان مسلمون وهم حكومة.. وطالب يصحو من شرود ليقول متسائلاً: ما الذي يحدث إن تحولت الدولة لمراجعة الشهادات..!! وبريد: أستاذ قلت المتظاهرون خمسون؟! بل كانوا أكثر من ثلاثمائة. المحرر: يعني ما يكفي لتشكيل برلمان كامل بعد سقوط الإنقاذ.