تتعدد منطلقات الجهات التي تخطف الأجانب في دارفور وتضعهم كرهائن لبعض الوقت ثم يطلق سراحهم بعد وساطات أهلية تنتهي جميعها باطلاق سراح المخطوفين وتنفي الحكومة بشدة دفع فدية مقابل الاطلاق وتردد الاممالمتحدة والمنظمات العاملة في دارفور ذات النفي.. بينما يعود المخطوفون الأجانب في صحة وعافية ولسان حالهم يلهج بالشكر لخاطفيهم الذين أحسنوا معاملتهم!! من يقف وراء خطف الأجانب في دارفور؟؟ وما هي دوافع الخاطفين؟؟ والى أين تتجه الظاهرة؟؟ تلك الاسئلة وضعتها أمام (العالمين) ببواطن الامر وظواهره.. أهل الباطن في دارفور وأهل الظاهر على اتفاق تام بأن المجموعات القبلية المتعددة هي من يقف وراء عمليات الخطف!! لكن دارفور في واقعها الراهن تنقسم لقبائل متهمة عند البعض بمساندة التمرد أو غض الطرف عن ممارساته، أو دعمه سراً وعلناً. والتمرد من جهته يعزز هذا الاعتقاد بالدعاية والاعلام بانه ما حمل السلاح الا من اجل الدفاع عن تلك المجموعات وفي الضفة الاخرى هناك اعتقاد بأن الحكومة تدعم بعض القبائل التي تساندها وتغض الطرف عن اخطائها وهذه المجموعات احياناً تباهي بذلك صدقاًَ أو كذباً.. بقراءة للخارطة الجغرافية للمناطق التي شهدت عمليات اختطاف وبافادات المشار اليهم ب(أهل الباطن والظاهر) فإن ثلاث حالات اختطاف قامت بها مجموعات قليلة تنتمي للقبائل العربية في غرب دارفور وجنوبها، تلك حقيقية اعترفت بها حتى قيادات تلك المجموعات القبلية ولكنهم يبررون اسباب الاختطاف لدوافع ذاتية من قبل مجموعات (منفلتة) من عقال القبائل ومتمردة من أجل مصالحها الخاصة حيث يسود اعتقاد في أوساط القبائل أن المنظمات الطوعية الغربية ضالعة في التحيز ضدهم، تختار الموظفين والعمال والمتعاونين مع تلك المنظمات من اثنيات بعينها وترفض توظيفهم أو التعامل معهم الشئ الذي عزز من الاعتقاد السائد بأن هؤلاء الأجانب ضالعون في الصراع المحلي من جهة، والصراع السياسي من جهة أخرى!! الحادثة الأخيرة (اختطاف باتريك النيجيرية الجنسية وباميلا الزمبابوية) صاحبته دراما اقرب للواقعية السرحية، حيث لعب الشيخ حماد عبد الله جبريل و(هو زعيم نافذ في القبائل العربية) دوراً جوهرياً في اطلاق سراح المخطوفين واقر العميد أمن (أحمد الطيب أبو قرون) مدير جهاز الأمن بأن الحكومة أبلغت بعثة الاممالمتحدة مسبقاً بمعلومات وردت اليها عن نوايا جهات لاختطاف موظفين بل ذهب مدير الامن بغرب دارفور لاسماء بعض الخاطفين حيث ينتمي أحدهم ويدعي مطر ل(حركة العدل والمساواة) في السابق وانشق عنها وانضم لحركة عبد الواحد محمد نور لكن من قاد التفاوض والضغط على الخاطفين شيخ كبير من القبائل العربية، ولهذا الحدث افتراضان أما أن تكون الحركات المسلحة الدارفورية تضم جميع مكونات الاقليم من قبائل عربية وغيرها، والافتراض الثاني وجود جماعات تجارية تعمل لمصالحها الخاصة. وتستفيد من ذلك اطراف ضالعة في عمليات الخطف حتى من الموظفين العاملين في بعثة اليوناميد نفسها.. ما يحدث في حقل الاختطاف لا يقنع حتى الذين يتحدثون عن اطلاق المخطوفين دون دفع اموال طائلة والا كيف يعود المختطفون ولا يتم القاء القبض على عصابات الخطف المنظم في دارفور؟؟ نقلاً عن صحيفة اخر لحظة السودانية 17/12/2009م