أقرت جامعة الدول العربية في القمة التي انعقدت في العام 1945م المقاطعة الاقتصادية لاسرائيل وفعَّلت المقاطعة وكونت جهاز المقاطعة الاقتصادية في العام 1951م لبلورة أحكام المقاطعة. ورغم أن غالب الدول العربية متمسكة بمقررات جامعة الدول العربية استطاعت اسرائيل الوصول الى أسواقها سواء بتغيير (البادكود) الرقم الخاص للمنشأة (729) الذي يشير الى أن المنتج خاص بإسرائيل أوعن طريق التهريب أو الاستعادة من الدول التي قامت بتطبيع العلاقات معها. ورغم أن السلطات المختصة في السودان قامت بضبط عدد من السلع الإسرائيلية في طريقها الى داخل البلاد عبر الموانئ الرسمية والتي اشتملت على أجهزة لاسلكية يمكن استخدامها للتجسس على نفط السودان ولعب أطفال تحتوي على مواد ضارة وحلوى تطمس الملامح الذكورية والأنثوية إلا أن بعض السلع الأخرى كالأحزمة والأحذية وبعض الزناد (الولاعات) تسللت للأسواق السودانية ووصلت الى المنازل حسب إفادات المواطنين. وتشير متابعات «الرأي العام» أن معظم السلع الإسرائيلية التي دخلت أو التي كانت في طريقها الى البلاد ضارة بالصحة وأمن الدولة (كجهاز النفط). ورغم أن الجهات المختصة في المواصفات والجمارك ووزارة الصحة ضبطت بعض هذه السلع إلا أنها تتحمل المسئولية كاملة عن السلع التي دخلت الى الأسواق كالأحزمة والأحذية التي رشحت معلومات أنها تتسبب في السرطانات وإعاقة الجهاز التناسلي للذكر وتتحمل المسئولية الكبرى عن الحلوى (اللبان) الذي غزا الأسواق كما قال مدير إدارة مكافحة التهريب بإدارة الجمارك العميد أزهري ابراهيم عثمان في المؤتمر الصحفي الذي عقده أخيراً (إن الإدارة أصدرت توجيهات بجمع الكميات التي غزت الأسواق من هذه الحلوى بعد أن وصفت بأنها خطيرة لتأثيرها المباشر على السلامة العامة). شعبة تجار القطاعي بالغرفة التجارية قللت من قيمة الكميات الواردة من السلع الإسرائيلية الى الأسواق الداخلية، وطالبت الجهات ذات الصلة كالمواصفات والجمارك بضرورة المكافحة ومراقبة المنافذ مع أهمية مشاركة المواطن في إبلاغ الجهات ذات الصلة بالسلع الإسرائيلية المعروضة في الأسواق، وقال أحمد النو من الشعبة إن السلع الإسرائيلية عادة ما تدخل عن طريق التهريب أو تأتي مغلفة ضمن بضائع أخرى مشيراً الى عدم وجود استيراد مباشر. وهذا ما تؤكده غرفة المستوردين التي أشارت الى أنها ألزمت الموردين بعدم استيراد أية سلعة اسرائيلية مهما كانت لتنفيذ المقاطعة. وحمل رئيس الغرفة المواصفات المسئولية كاملة باعتبارها الجهة المعنية في مراقبة هذه السلع ومراجعة شهادات المنشأ، وقال على المواصفات أن تقوم بتشديد الرقابة والفحص الدقيق قبل منح إذن الدخول لعدم إكسابها الشرعية. ويقول الأمين العام لاتحاد أصحاب العمل بكري يوسف إن الفترة المقبلة تتطلب يقظة الجهات المراقبة من المواصفات والجمارك و(إذا قام أي مورد بالتعامل مع السلع الإسرائيلية فهذا مسلك فردي وندين مثل هذا المسلك خاصة وأن هناك مقاطعة رسمية). الهيئة العامة للجمارك تقول إنها تقوم بحجز السلع المخالفة كافة التي تصل المنافذ الرئيسية. وحمل المدير العام للجمارك صلاح الشيخ التجار المسئولية كاملة لأنهم يبحثون عن السلع الرخيصة مبيناً بأن الأمر يتطلب وعياً من المستوردين لعدم إحداث أي ضرر بالمستهلك. الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس التي استند قيامها كهيئة علمية رقابية وقائية لحماية الاقتصاد والمستهلك من خلال مراقبة كل السلع الواردة أكدت أنها تقوم بالإجراءات المطلوبة قبل منح شهادات الإفراج وقالت إنه لا يوجد استيراد مباشر من إسرائيل. وقال مدير فرع الهيئة ببورتسودان زكريا سليمان إن الهيئة لاتقوم بمنح شهادات الإفراج لأية سلعة ما لم تتم الإجراءات الرسمية من معرفة شهادة المنشأ والمستندات الرسمية، وأضاف أن شحنة اللبان كانت إجراءاتها مكتملة حتى الشهادة الجمركية والصحة والمواصفات إلا أن وجود بعض المعلومات أظهرت عدم سلامة هذه الشحنة مما دفع الى حجزها. وزارة التجارة الخارجية الجهة المنظمة لعمليات الإستيراد أقرت بعدم وجود أي ضوابط في عمليات الاستيراد بعد تغييب الوزارة عن مهامها الرئيسية، وقال مصدر -فضل عدم ذكره- أن معظم عمليات الاستيراد تتم بدون تحويل قيمة الاستيراد وأقر بوجود سلع إسرائيلية متداولة في الأسواق خاصة بعد أن أصبحت هذه العمليات تتم داخل البحار والسفن الراسية في المياه الدولية عبر الهواتف، وقال كان هناك في السابق رقابة مناطة بالوزارة عبر مراجعة كل عمليات الاستيراد وبيانات السلع والمورد ومضاهاتها بالمعلومات المسجلة في الوزارة الأمر الذي كان يساعد في منع دخول مثل هذه السلع. وفي ظل محاولات اسرائيل للوصول الى الأسواق العربية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ومع تفرق المسئولية وسط الجهات كافة في السودان ستجد هذه السلع طريقاً سالكاً للأسواق وسيدفع المواطن ثمنها مرتين الأولى بدفع السعر الحقيقي للسلع والآخر عبر الآثار الصحية المترتبة خاصة بعد أن ثبت أن كل المنتجات الإسرائيلية التي دخلت السودان ضارة صحياً وأمنياً وتثبت المقولة الرائجة أنهم يقتلوننا بأموالنا. وبتحقيق حلم شيمون بيريز رئيس وزراء اسرائيل الأسبق في كتابه الشرق أوسطية انعاش اقتصاد اسرائيل عن طريق الوصول الى الأسواق العربية. المصدر: الراي العام