بمشاركة نخبة من العلماء الباحثين والمفكرين والمختصين وخبراء الإعلام من مصر والسعودية والكويت، عقد مركز دراسات الإسلام والعالم المعاصر بالخرطوم ندوة تحت عنوان (تجربة القنوات الفضائية الإسلامية) وذلك يومي 27- 28/5/2008م بمركز الشهيد الزبير محمد صالح الدولي للمؤتمرات. قدمت خلال يومي الندوة عدد من الأوراق المتخصصة التي ناقشت عددا من القضايا المتعلقة بالقنوات الفضائية الإسلامية، ومضمون الرسالة الإعلامية الإسلامية، وكيف يمكن لهذه القنوات أن تحقق أعلى خدمة للجمهور المسلم. كما تناولت الندوة مفهوم الجودة الشاملة في العمل الإعلامي، وكيفية الاهتمام بالكادر الإعلامي المسلم العامل في هذه القنوات الإسلامية، كما أن الندوة لم تغفل المعايير المهنية لهذه القنوات من جرأة الطرح وطرح القضايا التي تتسم بالقداسة وملائمة التخصص داخل الاستديو، وضرورة توظيف الصورة لخدمة قضايا الإعلام الإسلامي. وقال د. هاشم الجاز الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية إن القنوات الفضائية تواجه حربا شرسة من قبل جهات أوروبية وإقليمية بهدف حصار رسالة الإسلام. من جهته أكد المهندس سليمان صديق مدير المركز على ضرورة تطوير الفضائيات الإسلامية واستخدام أدوات العصر والتكنولوجيا، ودعا د. عبد المحسن بدوي أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الرباط الوطني بالخرطوم، إلى وضع أسس واضحة لمفهوم الجودة في العمل بالقنوات الفضائية الإسلامية والارتقاء بالخدمة الإعلامية المقدمة للجمهور وزيادة الوعي لدى الإعلاميين بالخارج. د. حسام تمام الباحث المصري في شئون الحركات الإسلامية يرى أن ظاهرة الدعاة الجدد في الفضائيات تمثل نمطا جديدا لم يكن معروفا من قبل في المجتمعات الإسلامية وهو نمط يتسم بكونه تدينا فردانيا غير مهتم بالجدل العقائدي. فيما يرى د. عمر الخير إبرهيم أنه من المهم أن يلاحظ الخطاب في عصر العولمة طبيعة التقارب الذي جعل العالم كله قرية واحدة، وأصبح من خصائص هذا العصر سرعة انتقال المعلومة بين أنحاء العالم في لمح البصر، مبينا أن من خصائص الخطاب الإسلامي أنه خطاب يؤمن بالوحي ولا يغيب العقل، ويحرص علىالمعاصرة ويتمسك بالأصالة، فهو خطاب يدعو إلى الروحانية ولا يهمل المادية، ويتبنى العالمية ولا يغفل المحلية، يستشرف المستقبل ولا ينكر الماضي، وينادي بالاتحاد ولا يتعدى الثوابت. أما في إطار تجربة القنوات الفضائية الإسلامية فقد استعرض د. عاطف عبد الرشيد رئيس قنوات "الناس" و"الخليجية" و"الحافظ" و"الصحة والجمال" و"البركة" استعرض تجربة قناة الناس الفضائية، حيث ذكر أن التجربة نجحت نجاحا مميزا، فبمقياس العدم تعتبر التجربة ناجحة إلى حد كبير، رغم قصر مدتها وقلة حيلتها استطاعت أن تثبت نفسها، كما استطاعت التأثير الوجداني والنفسي، إلا أن هذا لا يعني أنها خالية من السلبيات والمآخذ والهفوات والزلات، ويرى أن على الجميع دعم الفضائيات الإسلامية أمام هذا الفيض الإعلامي المدمر الذي يسعى بإصرار – عن قصد أو غير قصد – لإبعاد كثير من المسلمين عن فكرهم الأصيل وقيمهم السامية وعاداتهم القديمة. أما عن دور القنوات الفضائية الإسلامية وأثرها على الشباب فيرى د. الرشيد البيلي أن مرحلة الشباب من أهم المراحل التي مر بها الإنسان طوال حياته، كونها تحمل في طياتها سمات النضوج الفكري والعقلي وتكامل النمو الجسمي وأن كثيرا من القنوات الفضائية التي داهمت البيوت وهددت الأسر، وغيرت سلوك الشباب والشابات، ما هي إلا صدى لصوت التحرر العالمي من الفضائل، واستجابة لطمس القيم الإسلامية من خلال طمس معالم الفطرة في الإنسان، إلا أن هناك قنوات يشار إليها بالبنان، تهدف إلى نشر الفضيلة، وتنقل سماحة الدين الإسلامي وقيمه ومبادئه. خلصت المداولات لعدة توصيات، منها: - إنشاء مراكز التدريب الإعلامي في مجال دورة الإعلام الإسلامي من خلال القنوات الإسلامية. - ضبط مصطلح الإعلام الإسلامي . - تشخيص واقع الخطاب الحالي من خلال عمل الإعلام الإسلامي وإنشاء مؤسسة تجمع القنوات المتخصصة . - ضرورة وجود مشاريع وأوقاف تدعم المؤسسة الإعلامية الإسلامية كما أن الواجب يحتم على المسلمين إنشاء قنوات تدافع عن معتقداتهم الإسلامية . المصدر: هيئة الأعمال الفكرية