للذكر طبيعته ومواهبه، وكذلك للأنثى: ((فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله))[2] .وقد نهانا ربنا أن يتمنى أحد الجنسين حظ الآخر: ((ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن))[3] . ونهت السنة عن تشبه أحد الجنسين بالآخر: ((لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)[4] . هل أرادت الشريعة من وراء ذلك إلا أن تحفظ لكل من الجنسين مميزاته التي ترغب الآخر فيه؟ ما قيمة أن تسترجل المرأة أو أن يتخنث الرجل؟ فما عاد هو رجلا سويا، وما بقيت هي أنثى حيية، بل اختلط الحابل بالنابل. خلق الله الرجال للسعي للكسب، والضرب في الأرض، ومواجهة الأخطار، وجعل فيهم النبوة والرسالة، وأوجب عليهم الجمعة والجماعة، والغزو والجهاد، والآذان والإقامة، وجعل لهم القوامة بما فرض عليهم من النفقة ومتعهم به من القوة. وخلق النساء حانيات وادعات، شغوفات رحيمات، يأوين إلى البيوت، يرعين الزوج والعيال، يربين الأجيال، وينشئن الرجال، وطبعهن خالقهن على الحياء والخفر، ورقة الصوت والحاشية: (أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين)[5] .. ترى - أمة الله! - أتعاندين فطرتك وتشاقين ربك؛ فتسمعين شياطين الخليقة الذين يريدون مساواة الذكر بالأنثى في كل شيء فيكذبون الفطرة والواقع والدين؟! هم يريدون لك أن تصبحي مسخا مشوها! فلا أنت امرأة كاملة الصفات - كما أراد الله لك -، ولا أصبحت رجلا تام الخصال، بل: ((مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء))[6] . لم يجعل الله في النساء نبية، لكن فيهن خديجة - رضي الله عنها -، قال ابن إسحاق - رحمه الله -: "وكانت وزير صدق لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وفيهن مريم بنت عمران - عليها السلام -: ((التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين))[7] . وفيهن عائشة الصديقة بنت الصديق - رضي الله عنها - وعن أبيها -: (وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام[8] ). قال العلماء: لم يكن في النساء نبية؛ لأن منصب النبوة يقتضي مواجهة المعاندين، ومحاجة المخاصمين، ولقاء الناس سرا وعلانية، ومكاتبة الملوك، وقيادة الجيوش، ومقابلة الوفود، وهذا كله مما يصلح له الرجل دون المرأة: ((ولا يظلم ربك أحدا))[9] . فهو - سبحانه - خالق الرجال والنساء: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)[10] . أختاه! لم تتنكبين الطريق فتحاكين نساء لسن نساء!! صوتهن شديد، وكلامهن وعيد، غليظات الأكباد، كثيرات العناد، رقيقات الدين، قليلات اليقين، يتزعمن المؤتمرات، ويتصدرن الاحتفالات. يلوحن بأيديهن، ويرفعن أصواتهن. أهؤلاء قدوة لك؟ إنا لله! كم من قيمة ضيعنها، وحسنة دفنها! ألا تجعلين من خديجة قدوة لك، وهي التي بشرت ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب[11] . قال العلماء: لأنها لم ترفع صوتها قط على زوجها - صلى الله عليه وسلم -. أما تغنيك - يا طالبة العلم - عائشة التي كان الأكابر من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - يسألونها عن الفرائض والأحكام! [8] البخاري: كتاب الفضائل، ومسلم كذلك، والترمذي والنسائي في الكبرى وابن ماجة. [11] وأصل هذا الحديث عند البخاري ومسلم والنسائي: عن أبي هريرة: أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا رسول الله! هذه خديجة قد أتتك فاقرأ - عليها السلام - من ربها - عز وجل - ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب).