شهد المؤتمر الثالث للمرأة المسلمة في مدينة برشلونة الإسبانية مزاعم عدة تتعلق بوضع المرأة المسلمة أبرزها "هضم الإسلام لحقوقها"، فيما دعت مشاركات بالمؤتمر إلى إلغاء "عدة المرأة، وحد الرجم، وختان الإناث"، و"مراجعة عدد من الأحكام الدينية" المتعلقة بالمرأة، مثل تعدد الزوجات. انعقد المؤتمر بين يومي 24 و27 أكتوبر الجاري، ويصفه المنظمون بأنه "مؤتمر النسوانية الإسلامية"، ولا يتجاوز عدد المشاركات فيه ال 30 ناشطة. ويمثل ذلك المؤتمر أحدث تحرك يعبر عن توجه غربي رسمي يستهدف "تطويع التعاليم الإسلامية المتعلقة بالمرأة وفق الرؤى التحررية العلمانية التي تتعارض أحيانا مع تعاليم الإسلام"، بحسب مراقبين. ودعا المؤتمر الذي اختتم أعماله الإثنين 27-10-2008 إلى ما اعتبره "فك الارتباط بين الإسلام والأفكار الخاطئة المتعلقة بأذهان الكثيرين حول الإسلام وبين هضم حقوق المرأة"، في إشارة إلى ضرورة مراجعة عدد من الأحكام الدينية المتعلقة بالمرأة، على حد زعمه. عولمة حقوق المرأة ودعت المشاركات إلى "عولمة قضايا حقوق المرأة وربط حقوق النساء في كل البلدان بعضها ببعض ودمج المرأة المسلمة في المجتمعات الغربية". وفي نفس السياق طالب عدد من المشاركات بالعمل على جبهتين: الأولى في البلدان الإسلامية حيث الأغلبية الساحقة من النساء مسلمات، والجبهة الأخرى هي البلدان الغربية حيث توجد أقلية من النساء المسلمات. وعقد المؤتمر بين يومي 24 و27 أكتوبر الجاري، ويطلق عليه المنظمون اسم "مؤتمر النسوانية الإسلامية"، ولا يتجاوز عدد المشاركات فيه ال30 ناشطة. وفي معرض انتقادها لوضع المرأة المسلمة وخاصة في العالم الإسلامي قالت نداي أندوخار، نائبة الهيئة الإسلامية بكتالونيا (أكبر أقاليم إسبانيا ويحظى بحكم ذاتي)، -وهي الهيئة التي نظمت المؤتمر-: إن وضع المرأة المسلمة في أوروبا يبدو أفضل، بينما يبدو ذلك صعبا في البلدان الإسلامية التي وصفتها بأنها "تسمح برجم النساء وممارسة ختان الفتيات" وهو ما اعتبرته جرائم يجب التصدي لها، على حد تعبيرها. لكنها استدركت قائلة: "ليست كل البلدان الإسلامية تتشابه في هذه الممارسات". عدة الزوجة وفي السياق ذاته دعت إحدى المشاركات من السنغال بإلغاء عدة المرأة قائلة "أنا لا أفهم أبدا كيف أن الرجل يمكن أن يتزوج مباشرة بعد العودة إلى منزله من جنازة زوجته، بينما تطالب المرأة بالعدة حدادا على زوجها"، زاعمة أن ذلك ينتقص من حقوق المرأة. وكانت المشاركات قد دعون في الجلسة الافتتاحية إلى "حرية تأويل النصوص الدينية" والاستمرار "في الجهاد من أجل المساواة"، وأدنّ جرائم الشرف وختان الإناث وتعدد الزوجات. عبد النور برادو، رئيس الهيئة الإسلامية في بكتالونيا، من جهته زعم أن "الرجال هم الذين يمسكون بمقاليد الأمور في قضايا التشريع وباقي القضايا الروحية، وأن كثيرين من هؤلاء سيرفضون أي دعوة لتصحيح ذلك". وكان برادو قد أثار من قبل ردود فعل قوية حين نشر مقالات في صحف إسبانية حاول فيها تبرير الشذوذ الجنسي، وبحث عن أمثلة زعم أنها موجودة في الإسلام. وبدا لافتا في المؤتمر مشاركة الأكاديمية الأمريكية المسلمة، أمينة ودود، التي أثارت ردود فعل مستهجنة بسبب كونها أول امرأة تؤم رجالا ونساء في صلاة الجمعة عام 2005 في مدينة نيويورك، ثم أعادت الكرة مرة أخرى في بريطانيا قبل أسبوعين. كما قامت بالأمر نفسه قبل افتتاح المؤتمر في برشلونة، حيث أمت عددا لا يزيد عن عشرة من النساء والرجال في صف واحد بفندق في برشلونة في شبه سرية، بحسب صحف إسبانية. ومن بين المشاركات في المؤتمر البارونة أودين، وهي أول مسلمة دخلت مجلس اللوردات البريطاني، وبثينة شبان، مستشارة الرئاسة السورية للشئون السياسية والإعلامية، وفاطمة علي خفاجي، مسئولة عدد من برامج التنمية لدى منظمة "اليونيسيف"، والماليزية نوراني عثمان، التي تعد من أبرز المناهضات للقوانين الإسلامية للأسرة في بلادها. مؤتمرات سابقة يذكر أن المؤتمر الثاني للمرأة المسلمة الذي عقد قبل عامين في برشلونة أيضا تبنى الكثير من الدعوات المخالفة للشريعة الإسلامية، حيث رفض المجتمعون "تعدد الزوجات"، وهو ما يجيزه الشرع بشروط وضوابط وبما يفيد المجتمع، كما انتقدوا حد الرجم. ويشير مراقبون إلى أن الحكومات في أوروبا الغربية والولايات المتحدة تتبنى منذ عدة أعوام توجهًا بدعم ما يصنف كتيار "متحرر معتدل" بين المسلمين، كما تتبنى ما أضحت وسائل إعلام غربية تطلق عليه "الإسلام بمقاييس أوروبية" في مواجهة التيارات "المتشددة". المصدر: إسلام أون لاين – تقرير الأمين الأندلسي